كيف تؤثر المطبّات الهوائية على أجسامنا أثناء الرحلات الجوية؟

ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (كيف تؤثر المطبّات الهوائية على أجسامنا أثناء الرحلات الجوية؟ )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.

ان الشيء الوحيد الذي يشترك في وصفه ركاب الطائرات باستمرار هو أن أجزاء من الرحلات الجوية ومحاولات الهبوط كانت من أكثر الأمور إثارة للقلق التي مروا بها على الإطلاق، وذلك بسبب الاضطرابات الجوية (المطبات الهوائية).

ينتج الاضطراب الجوي عن حركة الهواء غير المنتظمة، والتي تزداد في تواترها. فمثلا إذا قمت بتشغيل مجفف الشعر في المنزل وأبقيته ثابتًا، فإن الهواء يتحرك بمعدل ثابت، ولكن بمجرد أن تبدأ في تجفيف شعرك وتحريك مجفف الشعر، تصبح حركة الهواء غير متساوية، أي مضطربة.

وعلى الرغم من أن الاضطرابات الجوية قد تكون مثيرة للقلق وتجعلك تشعر بالإعياء، فمن المهم أن تدرك أنها شائعة جدًا ولا داعي للقلق عادةً إذا كنت في مقعدك مع ربط حزام الأمان.

كيف يكتشف الجسم الاضطراب ويستجيب له؟

يتعرف الجسم على نفسه في أي بيئة من خلال المسافة والاتجاه وتسمى «التوجه المكاني».

وعند الطيران، يكون التحرك للأمام والصعود عادة وبعض المنعطفات والهبوط. ومع ذلك، فإن الاضطراب يعطل هذه العلاقة ويربك المعلومات الحسية التي يتلقاها الدماغ، ما يجعل الجسم يرغب في الاستجابة أو إعادة المعايرة. وذلك وفق تقرير نشره موقع «the conversation» العلمي المرموق.

وتلعب آذاننا الداخلية دورًا محوريًا في كل هذا؛ فهي تتألف من أجهزة معقدة تتولى أمورا أكثر من مجرد السمع. فهي تشمل القوقعة وثلاث قنوات نصف دائرية والقريبة والكيس؛ فالقوقعة هي المسؤولة عن السمع؛ إذ تحول الطاقة الصوتية إلى طاقة كهربائية يسمعها الدماغ بعد ذلك. أما الهياكل المتبقية فهي المسؤولة عن التوازن وموضع الرأس والجسم.

ويتم وضع القنوات شبه الدائرية في مستوى رأسي (من جانب إلى جانب)، وأفقي، ومن الأمام إلى الخلف، وتكتشف الحركة في الإيماء، والاهتزاز، ولمس اتجاه الأذن إلى الكتف، وترتبط بهذه القنوات القريبة والكيس، والتي يمكنها اكتشاف الحركة والتسارع.

جدير بالذكر، ان كل هذه الأجهزة تستخدم خلايا شعرية مجهرية في سائل متخصص يسمى «اللمف الباطن» يتدفق مع الرأس ليخلق إحساسًا بالحركة. عندما تواجه الطائرة اضطرابًا، حيث يتحرك هذا السائل، ولكن بشكل غير متوقع. ويستغرق الأمر حوالى 10 إلى 20 ثانية حتى يعيد السائل ضبط وضعه، بينما يكافح الدماغ لفهم ما يجري.

وعندما تتعرض الطائرة لمطبات جوية، لا يستطيع جهاز التوازن التمييز بين حركة الطائرة وحركة الرأس، فيقوم بتفسير حركة الطائرة على أنها حركة الرأس أو الجسم. ولكن هذا لا يتطابق مع المعلومات البصرية التي يتم تلقيها، ما يسبب الارتباك الحسي.

أما السبب الذي يجعل الأذن الداخلية تسبب الكثير من الارتباك فهو أنك أثناء الرحلات الجوية تكون خاليًا من أداتك الحسية الأساسية المتعلقة بالبيئة الخارجية (البصر والأفق). وأن 80 % من المعلومات المكانية تأتي من عينيك أثناء الرحلة. ومع ذلك، ليس لديك سوى المقعد أمامك أو المقصورة كنقطة مرجعية، ما يعني أن أذنك الداخلية تصبح الرسالة الحسية المهيمنة إلى الدماغ أثناء الاضطرابات فيتعطل «المنعكس الدهليزي العيني».

ويحافظ هذا المنعكس على توافق رؤيتك مع رصيدك أو موقعك المتوقع؛ فالرؤية هي الحواس الأكثر قيمة؛ حيث يعزا ثلث الدماغ إلى وظيفتها، ما يعزز أهميتها في التوجه المكاني.

وغالبًا ما تؤدي هذه الرسائل الحسية المختلطة إلى أشياء مثل الدوخة والتعرق بالإضافة إلى أعراض الجهاز الهضمي كالغثيان والقيء.

كما يمكن أن ينجم دوار الحركة عن طريق الاضطرابات الجوية. لكن على الرغم من محدودية الأبحاث التي أجريت على الدوار الجوي المحدد، فإن الأساليب الأخرى التي تحفز دوار الحركة تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، خاصة في المراحل الأولى من الدورة الشهرية.

ماذا عن الطيارين؟

يقضي الطيارون آلاف الساعات في أجهزة التحكم، ويخضعون لنفس القوى التي يخضع لها الركاب.

وبمرور الوقت، يمكنهم التكيف مع هذه القوى والخبرات. لكن لديهم أيضًا بعض الموارد الإضافية التي لا يمتلكها معظم الركاب؛ فلديهم إطلالة من نوافذ قمرة القيادة، لذا لديهم أفق لاستخدامه كنقطة مرجعية ويمكنهم رؤية ما ينتظرهم على الفور؛ فإذا كان الجو غائمًا أو كانت الرؤية منخفضة، فإن أجهزتهم توفر مرجعًا مرئيًا إضافيًا لموقع الطائرة. ولكن، هذا لا يعني أنهم محصنون ضد تأثيرات الاضطرابات الجوية، حيث أفادت بعض الدراسات أن ما يصل إلى 71 % من الطيارين المتدربين أبلغوا عن نوبات دوار الجو.

كيف نحدّ من هذه الحالة ونواجهها؟

يمكن أن يساعد المقعد بجوار النافذة أو حتى النظر من النافذة. لأن هذا يعطي الدماغ بعض المعلومات الحسية من خلال المسارات البصرية، ما يساعد على تهدئة الدماغ استجابة للمعلومات الدهليزية التي يتلقاها. فإذا أمكنك الحصول على مقعد باتجاه الأمام أو فوق الجناح فهذا يقلل من آثار الاضطراب. كما ان التنفس العميق أو المنتظم يمكن أن يساعد ايضا في تقليل دوار الحركة الناجم عن الاضطراب.

فالتركيز على تنفسك يهدئ الجهاز العصبي.

وإذا كنت تعاني من دوار الحركة وتشعر بالقلق من الاضطراب أثناء الطيران، فهناك أيضًا أدوية يمكن أن تساعدك، بما في ذلك بعض مضادات الهيستامين.

من المهم أن نتذكر أنه على الرغم من أن الاضطرابات الجوية قد تكون مزعجة، إلا أن الطائرات مصممة لتحمل القوى التي تولدها، ونادرًا ما يواجه العديد من الركاب، حتى المسافرين الدائمين، أشد فئات الاضطرابات الجوية خطورة لأن الطيارين يخططون بشكل فعال للطرق من أجل تجنبها.


موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال كيف تؤثر المطبّات الهوائية على أجسامنا أثناء الرحلات الجوية؟


اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.