ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (رحلة تفاعلية في قلب الحياة البرّية )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
عبد الله المحيسن… دق وتد السينما السعودية وتنبأ بمستقبلها باكراً
في عام 1978، قال السينمائي السعودي عبد الله المحيسن: «ستكون السعودية هي رائدة الإنتاج في العالم العربي».
كان ذلك في وقت لم يكن فيه أي ملامح لوجود صناعة أفلام محلياً، إلا أن الشاب الذي دخل هذا المجال قبل ما يقرب من نصف قرن وأصبح اليوم عراباً للسينمائيين السعوديين، كان متيقناً من مستقبل هذه الصناعة ببلاده، ليعيد الحضور لمقولته التي مازال مؤمناً بها، خلال استضافته ليلة البارحة في منتدى الأفلام السعودي، في جلسة بعنوان «عبد الله المحيسن: نظرة استعادية».
المحيسن، المخرج وأحد رواد السينما السعودية استرجع خلال الجلسة تحدي البدايات، وجهاده آنذاك مع الأفكار المتشددة تجاه السينما، ومغامراته على طريق وعرة، ليشكل أفلاماً سعودية من العدم، كأول سعودي متخصص في السينما، فهو من وضع اللبنات الأولى لمفهوم صناعة السينما في البلاد.
رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف استهل الجلسة بكلمة وصف فيها المحيسن بأنه «عمود قامت عليه خيمة السينما السعودية، وكبيرنا الذي علمنا سحر السينما السعودية، والمخرج الذي شق طريقاً لم يكن بها أحد». أما رئيس هيئة المسرح سلطان البازعي، الذي أدار الحوار، فقال عن المحيسن: «كان علماً نسمَع عنه، وتتجاوز أخباره الصحف أحياناً في وقت لم تكن فيه سينما بمعناها اليوم، فلم يكن لدينا سوى محلات لتأجير الأفلام وبعض العروض في الأندية الرياضية، وما عدا ذلك لم يكن هناك ما يسمى بصناعة أفلام في السعودية».
أول مخرج سينمائي سعودي
سرد البازعي فصول حياة المحيسن، الذي ولد في مكة المكرمة عام 1974، ونشأ بالرياض وسط أسرة متمكنة علمياً وثقافياً، ثم درس في القاهرة، ومن ثم أكمل تعليمه في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، وبعدها انتقل إلى لبنان لإكمال دراسته، ونتج عن هذا الانتقال فيلمه الأول «اغتيال مدينة»، الذي جاء بعد أن أصبحت علاقته مع بيروت حميمة.
وتابع البازعي: «تعرض المحيسن لأجواء السينما التي شدته لسحرها الى الشاشة الكبيرة وقاوم بعدها أعتراض بعض أفراد اسرته حيث اصر على الذهاب الى بريطانيا ليكون أول مخرج سعودي يدرس السينما» وأشار البازعي إلى أن وجود مخرج سينمائي سعودي في بيئة لم يكن بها أي ملامح لهذه الصناعة محلياً؛ يعكس جهاد المحيسن وإصراره على التخصص بصناعة كانت تعد جديدة.
فيلم الرياض السبعينات
وتم خلال الجلسة عرض فيلم قديم للمحيسن، يحكي تطور مدينة الرياض، وهو فيلم وثائقي أنتج عام 1976 يتناول نهضة الرياض في فتراتها الأولى، وكان الفيلم قد عُرض بكندا وحصل على شهادة تقدير خاصة من منظمة الأمم المتحدة. وحين سأله البازعي عن التحولات الكبيرة التي شهدتها الرياض ما بين تلك الفترة والفترة الحالية، قال المحيسن: «لم أكن أتوقع أن يصل عدد سكان مدينة الرياض إلى 8 ملايين، حيث كان عدد السكان في السبعينات لا يتجاوز 500 ألف تقريباً».
فيلم «اغتيال مدينة»
وفي بيروت اكتملت شخصية المحيسن السينمائية، حيث كان يشاهد الأفلام في نهاية الأسبوع، وكان يحضر فيلمين أو ثلاثة أفلام في مرحلة ازدهار سينمائي آنذاك، ثم أنتج فيلمه «اغتيال مدينة» عام 1976، الذي يعكس من خلاله علاقته الوجدانية ببيروت، ويكاد يكون أول فيلم يعبر عن شخصيته، ويتناول فيه قضية حقيقية.
وعرضت الجلسة مقاطع من الفيلم الذي تزامن مع انفجارات بيروت في تلك الحقبة، وجاء بطريقة الرسوم المتحركة، حيث كانت هناك خطورة على حياته أثناء تصوير الفيلم، يستذكر المحيسن تلك الفترة قائلاً: «كان الدخول إلى تلك المنطقة (السوليدير حالياً) يعني أن تشتم رائحة الجثث، ولا تعرف إن كانت هناك متفجرات أم لا، لكني كنت بحاجة لالتقاط مشاهد تعبر عن مضمون الفيلم».
من الرسم إلى السينما
المحيسن الذي اقتنع مبكراً بأن وقع الصورة أشد تأثيراً من الكتابة، كان مشروع رسام منتظر، حيث شكل الرسم بداياته مع الفن، إلى أن استوقفه والده وطلب منه بحزم التوقف عن الرسم، تأثراً بالنظرة الدينية المتشددة تجاه الرسم آنذاك، يقول المحيسن إنه حُرم بعدها من الرسم، رغم موهبته، مضيفاً: «كانت لوحاتي تُعرض في معهد العاصمة آنذاك، وأتذكر أن أستاذ الدين طلب مني مسح رسوماتي لأنها تحمل أرواحاً (كائنات حية)».
ويبدو أن هذا الحدث كان إيجابياً لدرجة كبيرة على مسيرة المحيسن، الذي يقول: «حين جلست لأراجع ما حدث لي، اكتشفت أن الذاكرة والمحيط هما ما يكوّن الإنسان، ويجعلانه يجد نفسه في يوم ما». مستشهداً بذكرياته حين كان طالباً في مدرسة إنجليزية، وكان يأخذ برنامجاً في السينما، ويحاول تحليل الأفلام والرسوم التي كان يشاهدها، وكل هذه التراكمات شكلت منه شخصية سينمائية فريدة قديماً، وحتى اليوم.
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال رحلة تفاعلية في قلب الحياة البرّية
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.