ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (بعد تأهلها لأولمبياد باريس… اللبنانية باسيل: فخورة بمخالفة التوقعات )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
الفجوة بين فرق الدوري الممتاز وبقية الدوريات الإنجليزية تتسع بشكل مقلق
واصلت الأندية الثلاثة الصاعدة حديثا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز نتائجها السيئة خلال الأسبوع الماضي وعلى مدار الجولات العشر الأولى للمسابقة. لقد قاتل لوتون تاون بكل شجاعة وشراسة، لكنه خسر في نهاية المطاف أمام أستون فيلا.
وشعر جمهور ومسؤولو بيرنلي بالغضب الشديد بسبب قرارات حكام «تقنية الفار» المثيرة للجدل، لكنه خسر بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، بعد أن كان متقدما بهدف دون رد أمام بورنموث. وانهار شيفيلد يونايتد تماما خلال الشوط الثاني أمام آرسنال ليخسر بخماسية نظيفة.
وبعد مرور 10 جولات من الموسم الحالي، حصلت هذه الأندية الثلاثة مجتمعة على 10 نقاط فقط – من بينها ثلاث نقاط عندما فاز بيرنلي على لوتون تاون! ووصل فارق أهداف هذه الأندية الثلاثة إلى «- 50». ويوضح هذا أن الفجوة بين الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى قد اتسعت بشكل لم يكن موجودا من قبل.
هذه هي كرة القدم الحديثة، فالأندية الغنية تزداد ثراء، في حين يتخلف الباقون عن الركب. ربما كانت فكرة وجود هرم كروي واحد سلس يتدفق من الأعلى إلى الأسفل وصولاً إلى الدوري الوطني والبطولات الإقليمية، فكرة خيالية بعض الشيء، لكن الفجوة بين الدوريات والمستويات المختلفة أصبحت تتسع وتتنامى بشكل متزايد.
وهناك أيضاً فجوة كبيرة بين دوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الأولى (الشامبيونشيب)، كما يتضح من معاناة شيفيلد وينزداي (صعد الموسم الماضي ويتذيل جدول الترتيب حاليا)، وويغان (صعد في موسم 2021-2022 وهبط الموسم الماضي) وروثرهام (صعد إلى جانب ويغان ويحتل المركز الثالث من مؤخرة جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى هذا الموسم).
لكن الخطوة الكبرى تتمثل في التأهل من دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وهذا هو السبب الذي يجعل رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز تقدم مساعدات مالية للأندية الثلاثة التي تهبط كل عام من الدوري الإنجليزي الممتاز، لمساعدتها بعد أن تجد نفسها مضطرة فجأة للتأقلم مع الدخل المنخفض للغاية في دوري الدرجة الأولى.
يبدو الأمر منطقياً من الناحية العملية، لكنه يمثل مشكلة، لأن هذه المساعدات المالية تمنح الأندية الثلاثة الهابطة ميزة كبيرة بالمقارنة بباقي الفرق في المسابقة التي تلعب فيها – والدليل على ذلك أن الفرق الثلاثة التي هبطت من الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي توجد حاليا ضمن المراكز الأربعة الأولى في دوري الدرجة الأولى، ويبدو من شبه المؤكد من الآن أن ليستر سيتي سيحجز بطاقة الصعود المباشر للدوري الإنجليزي الممتاز.
وبالتالي، تُشكل هذه المساعدات المالية حلا مفهوما ومتقبلا على المدى القصير، لكنها قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة في نهاية المطاف. وإذا كانت كرة القدم الإنجليزية تؤمن حقاً بالنموذج الهرمي، وهو ما يبدو من الناحية النظرية أنه قد يُمكن حتى الفريق الأكثر تواضعاً من الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، فهناك حاجة ملحة إلى توزيع عائدات البث التلفزيوني بشكل أكثر عدلا. ومع ذلك، فهذه قضية أوسع وأكبر بكثير مما تبدو عليه للوهلة الأولى.
يُسوق الدوري الإنجليزي الممتاز نفسه على أساس قدرته التنافسية، وعلى أساس فكرة أن كل ناد قادر على الفوز على النادي الآخر، لكن من المؤكد أن هناك مشكلة كبيرة للغاية الآن، لأن الجميع يعرفون منذ الأسابيع الأولى للموسم من هي الأندية التي ستهبط في نهاية الموسم، وأن مانشستر سيتي سيفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة السادسة في غضون سبع سنوات!
في الحقيقة، يكمن جمال الدوري الإنجليزي الممتاز في أنه يشمل ثلاث ساحات معارك منفصلة: الصراع على اللقب، والسباق على التأهل إلى البطولات الأوروبية، والمعركة من أجل تجنب الهبوط، وبالتالي فإن غياب الإثارة والتشويق عن إحدى هذه الساحات الثلاثة يعني تضاؤل إثارة ومتعة المسابقة ككل. إلى جانب ذلك، سينهي مانشستر سيتي الموسم بمواجهة نوتنغهام فورست، وولفرهامبتون، وفولهام، ووستهام، ولن يكون من المفيد لأحد لو كانت هذه المواجهات عبارة عن تحصيل حاصل بالنسبة لأندية لم يتبق لديها شيء تلعب من أجله أو هدف تسعى لتحقيقه.
لكن سيكون من الخطأ أيضا أن نكون متشائمين للغاية وأن نقول إن هذا الصعود الكبير في مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز سوف يتبعه حتما هبوط في المستوى. فبعد كل شيء، فإن الأندية الثلاثة التي هبطت الموسم الماضي كانت تضم بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2015-2016 (ليستر سيتي)، والفريق الذي احتل المركز التاسع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2020-21 (ليدز يونايتد)، والفريق الذي كان في الدوري الإنجليزي الممتاز لمدة 11 عاماً (ساوثهامبتون). لكن على عكس ذلك، يظهر برنتفورد، الذي صعد للممتاز في موسم 2020-21، ما يمكن لفريق صاعد حديثا تحقيقه.
وتعاني جميع الفرق الثلاثة الصاعدة في الموسم الماضي من مشكلات واضحة ومحددة. لقد باع شيفيلد يونايتد اثنين من أبرز نجومه الموسم الماضي، وهما إليمان ندياي وساندر بيرغ. وعلى الرغم من أن شيفيلد يونايتد نجح في نهاية المطاف في التعاقد مع جيمس ماكاتي على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي لمدة عام إضافي، فإن تومي دويل عاد إلى ناديه الأصلي، وولفرهامبتون حيث يلعب الآن بشكل أساسي.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن فريقا واحدا فقط، وهو شيفيلد يونايتد أيضا في موسم 2020-21، حصل على نقطة واحدة فقط من أول 10 مباريات في موسم بالدوري الإنجليزي الممتاز، والآن أصبح فارق أهداف شيفيلد يونايتد «-22»، أي أسوأ بعشرة أهداف كاملة مما كان عليه الأمر في ذلك الموسم الكارثي.
لم يلعب شيفيلد يونايتد حتى الآن أمام أي من بورنموث أو بيرنلي أو لوتون تاون، لكن في ظل تراجع الثقة بشكل مذهل، أصبح الفريق مرشحا لتحطيم الرقم القياسي السلبي المسجل باسم ديربي كاونتي، والذي يتمثل في الحصول على 11 نقطة فقط خلال موسم بالدوري الإنجليزي الممتاز!
لقد احتل لوتون تاون المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي بكل جدارة واستحقاق، لكنه فريق متواضع بموارد محدودة (ليس مملوكا لجماهيره، لكن الجماهير لها حق النقض)، ويلعب على ملعب تصل سعته إلى 11.500 متفرج فقط!، ودون التقليل من شأن ننتقد لوتون تاون فإنه يبدو أن أقصى طموح للفريق هذا الموسم يتمثل في الاستمتاع بالتجربة وتعلم الدروس وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الدخل لتحسين فرصه في تحقيق عائد أكثر استدامة في المستقبل.
أما بيرنلي فإنه يمثل خيبة أمل كبيرة، بالنظر إلى أنه هيمن على دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي وكان يقدم كرة قدم هجومية ممتعة ورائعة، وبالتالي كان الجميع يتوقعون منه الظهور بشكل أفضل هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكانت أكبر مشكلة تواجه الفريق هي فقدانه للكرة عند محاولة بناء الهجمات من الخلف للأمام، وهي المشكلة نفسها التي أدت إلى استقبال الفريق لهدفين أمام بورنموث يوم السبت الماضي.
لقد كان فوز بورنموث على بيرنلي (أحد الفرق المرشحة الأخرى للهبوط) مهما جدا، حيث أدت هذه النتيجة إلى ابتعاد بورنموث عن المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط، والتي يحتلها الآن بشكل حصري الأندية الثلاثة الصاعدة حديثا.
سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن هذا الأداء السلبي للأندية الصاعدة حديثا سوف يؤدي بشكل مفاجئ إلى دفع الأندية الأكثر ثراءً إلى تقديم حصة أكبر من دخلها إلى بقية الهرم الكروي، لكن بالمثل سيكون من الخطأ الإشارة إلى أن أي فريق يصعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون محكوما عليه بالفشل بشكل تلقائي.
لم يهبط أي ناد من الأندية الثلاثة الصاعدة للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بشكل فوري، ولم يحدث سوى مرة واحدة فقط من قبل خلال موسم 1997-1998. إن معاناة الأندية الصاعدة حديثا لها أسباب محددة ومرتبطة بكل ناد على حدة، لكنها في نفس الوقت تعكس مشكلة أكبر وأوسع.
* خدمة «الغارديان»
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال بعد تأهلها لأولمبياد باريس… اللبنانية باسيل: فخورة بمخالفة التوقعات
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.