ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (الفلسطينيون سيحكمون غزة في المستقبل )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
نتنياهو يخاصم وزير دفاعه والكلام بينهما مقطوع
تشهد الحكومة الإسرائيلية تفاقماً في الخلافات السياسية التي تجاوزت الحدود لتتحول أيضاً إلى خلافات شخصية، بلغت حد قيام رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بمخاصمة وزير دفاعه، يوآف غالانت، ومقاطعته، ما جعل أحد المعلقين يقول إنه «لولا أن الحديث عن حرب ودموع وسفك دماء وضحايا، لكنا ضحكنا ساخرين من قيادتنا».
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن الخلافات في أساسها سياسية وحزبية وحتى أمنية، حول شكل الاستمرار في الحرب بين قيادات مجلس الحرب، وخلافات حول تحرير الأسرى ومستقبل قطاع غزة. إضافة لخلافات أخرى حول إدارة شؤون الدولة والموازنة وسلم أفضلياتها، وخرق الاتفاقات الائتلافية مع الوزير بيني غانتس. وقد حوّل نتنياهو هذه الخلافات إلى أمر شخصي، عن طريق تفعيل نشطاء «الليكود» وابنه يائير نتنياهو في مقدمتهم، للتحريض على هؤلاء في الشبكات الاجتماعية.
جاءت التقارير متزامنة مع النشر في الولايات المتحدة (موقع «أكسيوس» وصحيفة «واشنطن بوست»)، نقلاً عن «مسؤولين مقربين من الرئيس الأميركي جو بايدن»، عن «ازدياد الشعور في الإدارة الأميركية، بأن نتنياهو يطيل الحرب على غزة لأسباب سياسية شخصية، ولا يضع تحرير الرهائن على رأس سلم أفضلياته»، وأنه «يرفض أي طلب أميركي قدم إليه في الأسابيع الأخيرة»، وأن «الرئيس محبط من تعثر الجهود الأميركية للتوصل إلى هدنة مع تبادل أسرى، تفضي إلى وقف الحرب، وتمنع اتساعها». كما تزامن مع النشر في موقع «واللا» الإلكتروني العبري الذي نقل «عن 4 مسؤولين أميركيين قولهم إن بايدن ومسؤولين آخرين يشعرون بإحباط يزداد بسبب أداء نتنياهو، ويرون أن «نتنياهو يستغل استمرار الدعم الأميركي المخلص والمطلق لإسرائيل في الحرب، وهذا يجعل الرئيس يفقد صبره ويقول خلف الكواليس، إن «نتنياهو جعلنا عالقين في مأزق».
لا تواصل مع بايدن
وكشف «واللا»، أن آخر محادثة هاتفية بين بايدن ونتنياهو، جرت في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفيها رفض طلب الرئيس الأميركي تحرير أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية ـ الذي حاول إقناعه بالقول: «هذه مصلحة أميركية بُنيت على المصلحة الإسرائيلية أيضاً»، ولمح إلى أن مشكلة نتنياهو تكمن في الرضوخ لحلفائه من اليمين المتطرف خصوصاً وزير المالية سموتريتش. وأصر نتنياهو على موقفه الرافض، عندها قال بايدن له: «هذه المحادثة انتهت»، وأغلق الخط. ومنذ ذلك اليوم لم يتحدث بايدن ونتنياهو هاتفياً، بينما قبل ذلك كانا يتحدثان بشكل شبه يومي.
أضاف موقع «واللا»: «بينما ادعى المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، خلال إيجاز لصحافيين، الأربعاء الماضي، أن قلة المحادثات الهاتفية لا تعني شيئاً حول العلاقة بين الزعيمين أو بين إسرائيل والولايات المتحدة، أكد مسؤول أميركي أنه «يوجد إحباط هائل تجاه نتنياهو». وقال «واللا»، إن الخلاف لا يقتصر على أموال السلطة الفلسطينية بل يتعداه لمواضيع أخرى؛ فقد رفض نتنياهو بشدة الاستجابة لطلب البيت الأبيض بانتقال إسرائيل للمرحلة الثالثة من الحرب، وتقليصها بشكل حاد، وفقاً للخطة التي وضعها وزير الدفاع أوستن ورئيس الأركان براون خلال زيارتهما إسرائيل واجتماعهما مع قيادة أركان الجيش ومجلس قيادة الحرب، وفيها اتُفق بالتفصيل على تغيير اتجاهات الحرب وتقليصها، ووُضع جدول زمني لذلك.
وقد باشر الجيش تنفيذ هذا الاتفاق لكن نتنياهو ووزراءه ونواب حزبه، وتكتل «الصهيونية الدينية» الذي يقوده الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وماكينة الدعاية التي تعمل باسمهم، راحوا يهاجمون الجيش ويتهمونه بالتراجع عن محاربة حماس. وقد أثر هذا الضغط على الجيش فراح يشدد ضرباته في غزة، خصوصاً في منطقة خان يونس، وينشر الفيديوهات التي تظهر قواته تحارب من بيت لبيت، وتدفع ثمناً بالقتلى والجرحى، الأمر الذي أحرج الإدارة الأميركية التي كانت قد تحدثت لحلفائها العرب عن انتقال إسرائيل إلى مرحلة ثالثة في الحرب، وتقليص عملياتها إلى الحد الأدنى. وهي – وفق مصادر موقع «واللا»، «قلقة» من ذلك، وتشعر بأن الأمور قد تفلت في المنطقة بأسرها، بينما سيحد وقف الحرب من التوتر في جميع الجبهات، ويمنع التدهور إلى حرب واسعة.
اليوم التالي
وأضاف الموقع أن هناك خلافاً في موضوع آخر، حيث إن المسؤولين الأميركيين يشكون من أن إسرائيل لا تفعل ما فيه الكفاية من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وأن هذا سبب آخر للإحباط في الإدارة. وأضاف أن بايدن ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومسؤولين آخرين «محبطون جداً» من رفض نتنياهو إجراء مداولات جدية حول خطط لـ«اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب، ورفضه خطة أميركية لإشراك «سلطة فلسطينية متجددة» في إدارة قطاع غزة.
وقد زادت زيارة بلينكن لإسرائيل، الأسبوع الماضي، من إحباط البيت الأبيض والخارجية الأميركية تجاه نتنياهو، وفق «واللا» الذي نقل عن مسؤول أميركي، قوله، إن بلينكن «كان فظاً جداً خلال لقائه مع نتنياهو»، ووصف خطة الحكومة الإسرائيلية لـ«اليوم التالي» بأنها «خيالية بالكامل». وأضاف المسؤول نفسه، أن بلينكن، الذي وصل إلى إسرائيل بعد جولة في السعودية والأردن والإمارات وقطر، أبلغ المسؤولين الإسرائيليين: «لن تنقذكم أي دولة عربية» بكل ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة وإدارته، إن لم تسمح إسرائيل للسلطة الفلسطينية بأن تشارك في ذلك لم تعبر عن موافقتها على منح أفق سياسي للفلسطينيين. ثم قال بلينكن لنتنياهو، إن رفضه تحرير أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية يلحق ضرراً بالجهود الأميركية لدفع إصلاحات في رام الله.
ووفق مصدرين مطلعين تحدثا لـ«واللا»، فإن هناك تقدماً مشجعاً لواشنطن بفضل تجاوب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مع الطلب الأميركي للإصلاحات، ولكن نتنياهو ينوي إجهاضه لخدمة حلفائه في اليمين المتطرف. فقد قال عباس لبلينكن، إنه مستعد لتشكيل حكومة جديدة بناءً على طلب الإدارة الأميركية، لكنه شدد على أن حكومة كهذه لن تتمكن من العمل من دون مال، وأن أموال المقاصة تشكل جزءاً كبيراً من الميزانية.
سلام إقليمي
وأشار «واللا» إلى أن إدارة بايدن، رغم علمها بوضع نتنياهو وضعفه أمام حلفائه، حاولت أن تضعه أمام مفترق تاريخي، وتفتح بذلك الفرصة أمامه لأن يتخلى عن طريق التطرف، ويغيّر اعتباراته السياسية، ضمن مشروع سلام إقليمي يحقق للفلسطينيين حقوقهم أيضاً. وقال بلينكن لنتنياهو إن السعودية لا تزال راغبة في التطبيع بعد أن تنتهي الحرب، شرط التزام إسرائيل بالموافقة على مبدأ حل الدولتين. ووفق «واللا»، يعترف مسؤولون أميركيون بأنه «يصعب الاقتناع» بأن نتنياهو سيغير سياسته ويوافق على صفقة شاملة كهذه، خصوصاً بما يتعلق بحل الدولتين، وأنهم يريدون أن يكون هذا الحل علنياً كي يقدموا رؤية بديلة لحرب لا تنتهي في غزة.
وعبّر المسؤولون الإسرائيليون عن تقديرهم بأن الأمر الذي امتنع عنه بايدن منذ انتخابه، وهو عدم الانجرار إلى صدام مع نتنياهو كما حدث في عهد الرئيس باراك أوباما، يوقعه فيه نتنياهو اليوم؛ إذ إن نتنياهو يعد صدامه مع أوباما فترة ازدهار، عزز فيها قوته لدى قاعدته الشعبية واليمين المتطرف، ولكنه لا يدرك أن الصدام مع أميركا في فترة الحرب بعد أن وقف بايدن إلى جانب إسرائيل بهذه القوة، مالياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً، سوف يسيء لإسرائيل بشكل غير مسبوق، ويجعلها تصاب بخسائر فادحة استراتيجياً.
فإحداث شرخ كبير بهذا الشكل مع الولايات المتحدة سيمس بشرعية الدعم الأميركي لإسرائيل برمته، وقد يأتي في وقت تتورط فيه أميركا بحرب مباشرة في الشرق الأوسط. وسيتحمل نتنياهو وزر أي نقطة دم أميركية تراق في هذه الحرب، وسيسجل على تاريخ العلاقات بين البلدين، أن دعم إسرائيل يورط أميركا، ويسبب لها خسائر فادحة على كل المستويات.
ويربط مراقبون بين الموقف الأميركي والحراك الدائر في إسرائيل للضغط على غانتس كي ينسحب من الحكومة، فيؤكدون أن غانتس يقترب من اتخاذ قرار بهذا الشأن، ولكنه يفتش عن حجة تكون مقنعة في الشارع الإسرائيلي. ومن الأمور التي ينتظرها تجنيد قوى من «الليكود» تتمرد على نتنياهو.
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال الفلسطينيون سيحكمون غزة في المستقبل
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.