اضطرابات الشرق الأوسط لم تضر باقتصاد بريطانيا حتى الآن

ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (اضطرابات الشرق الأوسط لم تضر باقتصاد بريطانيا حتى الآن )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.

وزيرة الصناعة البريطانية: نعمل بشكل وثيق مع السعودية بمجال المعادن النادرة

في ظل ترقب ضخ استثمارات بريطانية ضخمة في السوق السعودية، أكدت المملكة المتحدة التزامها باستراتيجية طويلة الأمد مع السعودية، وعزمها على نقل مستوى الشراكة إلى أعلى المستويات، وتعزيز مرونة سلاسل التوريد، وتطوير مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت وزيرة الصناعة والأمن الاقتصادي البريطاني، نصرت غني: «نعمل بشكل وثيق مع السعودية في مجال المعادن النادرة، حيث نجري حالياً محادثات عميقة حول كيفية تبادل الخبرات واستكشاف فرص جديدة، وتعميق التعاون بشكل أكبر في المشاريع المشتركة في مجالات مثل مصادر الطاقة المتجددة وعلوم الحياة والتكنولوجيا. نريد استكشاف كيف يمكننا مشاركة أفضل الممارسات، وكيف يمكننا تحقيق أهدافنا المشتركة».

وأضافت: «عقدت اجتماعات مع إدارة (نيوم) هذا الأسبوع، حيث بحثنا فرص دعم تطويرها. كما أن هناك استثمارات سعودية كبيرة في المملكة المتحدة، ونعلم أن السعودية ترغب في رؤية استثمارات كبيرة من المملكة المتحدة فيها. لذلك، نحن حريصون على جلب الشركات البريطانية إلى السعودية لرؤية فرص الاستثمار البريطاني في سوقها الكبيرة».

وتابعت: «وفر منتدى مستقبل المعادن، الذي استضافته الرياض، مناقشة صحية حقاً حول كيفية قيامنا جميعاً بمساعدة بعضنا البعض على تحقيق صافي الصفر بطريقة عادلة لجميع البلدان. نحن ندعم البلدان المنتجة للتأكد من بقاء القيمة المضافة في البلدان التي يتم فيها استخراج المعادن، وحماية البيئة وضمان وجود قوانين عمل عادلة».

وأشارت إلى أن المملكة المتحدة قد أنفقت بالفعل أكثر من 1.5 مليار جنيه إسترليني على المعادن المهمة، وأن المنجم الذي زارته في السعودية تبلغ قيمة استثماراته ما يقرب من 70 مليون دولار. وقالت: «لذلك، هناك فرص هائلة للتعاون السعودي البريطاني».

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

نتائج منتدى معادن المستقبل

*كيف تصفين مشاركتك في منتدى معادن المستقبل في الرياض؟

أسعدني حقاً أن أكون ضمن حضور منتدى معادن المستقبل، والمشاركة في حدث استثنائي من حيث الحجم والمشاركة، بحضور ما يقرب من 80 دولة. الأمر اللافت للنظر هو القدرة التنظيمية التي تتمتع بها السعودية. أهنئ المملكة والوزير بندر الخريف على تمكنهما من جمع العديد من الدول في هذا المكان من العالم، بما في ذلك الدول المنتجة والدول المصنعة مثل المملكة المتحدة.

*ما تقييمك لنتائج المنتدى؟

كانت هناك مناقشة صحية للغاية حول كيفية قيامنا جميعاً بمساعدة بعضنا البعض على تحقيق صافي الصفر بطريقة عادلة لجميع البلدان. نحن ندعم البلدان المنتجة للتأكد من بقاء القيمة المضافة حيث يتم استخراج المعادن، وحماية البيئة وضمان وجود قوانين عمل عادلة. كما نحاول التأكد من وجود أقل قدر من التأثير على المجتمعات التي يتم استخراج هذه المعادن فيها، مع دعم تلك البلدان أيضاً للدخول في سلاسل التصنيع. كما تساعد استراتيجيتنا دولاً مثل المملكة المتحدة على تحقيق أهدافنا المتمثلة في صافي الانبعاثات الصفرية. وهذا سيساعد أيضاً السعودية على مواصلة التقدم في رؤية 2030. صراحة، كانت المشاركة في المنتدى رائعة، حيث أتيحت لنا الفرصة لمناقشة ليس فقط ما يمكننا تحقيقه لدولنا، ولكن أيضاً ما يمكننا تحقيقه بشكل جماعي في مجال المعادن الحيوية.

مستقبل التعاون بمجال المعادن النادرة

*إلى أي مدى ستعكس نتائج منتدى معادن المستقبل الشراكة الثنائية؟

ما هو واضح من منتدى معادن المستقبل ومن مناقشاتي مع وزير الصناعة السعودي المهندس بندر الخريف، أن هناك إمكانية كبيرة لتحقيق تقدم في التعاون في مجال المعادن الحيوية النادرة. آمل أن يتم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في هذا الصدد. كما آمل أن نبدأ بالتعاون بشكل أكبر بين جامعاتنا والمؤسسات الأخرى ذات الخبرة. تعد لندن المركز المالي، إذ إن جميع شركات التعدين الكبرى مقرها في لندن أيضا. لذلك، نأمل في المزيد من العمل ذهاباً وإياباً بين البلدين.

سأعطيكم فقط بعض الأمثلة على الأموال التي أنفقتها المملكة المتحدة بالفعل على المعادن المهمة. فقد استثمرت المملكة المتحدة أكثر من 1.5 مليار جنيه إسترليني في هذا القطاع. والمنجم الذي زرته يوم الاثنين في السعودية تبلغ قيمة استثماراته ما يقرب من 70 مليون دولار. لذلك، هناك فرص هائلة للتعاون بين البلدين في هذا المجال.

لكن الأمر يتعلق في الواقع بكيفية مشاركة قيمنا. فعندما يتعلق الأمر بالصناعة، وعندما يتعلق الأمر بتصنيع المعادن المهمة، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالصفقات، بل يتعلق بالتأكد من أننا نشارك معاييرنا وقيمنا في جميع البلدان التي ترغب في المشاركة في هذا التغيير الهائل في الوصول إلى المعادن المهمة لتحقيق أهدافها الصافية الصفرية.

نقلة في الشراكة البريطانية السعودية

*هل سنرى نقلة في الشراكة البريطانية – السعودية؟

أنا ممتنة لإتاحة الفرصة لي لزيارة السعودية والمشاركة في منتدى معادن المستقبل. ربما يكون من الصعب شرح مدى أهمية المعادن المهمة بالنسبة لنا للمضي قدماً. سيكون هناك اندفاع كبير في محاولة الوصول إلى المعادن المهمة. نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نعمل مع البلدان ذات التفكير المماثل للتأكد من وجود مرونة في سلاسل التوريد لدينا، وأن نتسبب في أقل قدر من الضرر للبيئة أثناء وصولنا إلى هذه المعادن الحيوية في المستقبل. يسعدني جداً أن أتمكن من المشاركة هنا في الرياض، ورؤية العديد من اللاعبين الدوليين هنا تستضيفهم السعودية. هذا يُظهر أننا لا نركز فقط على المدى القصير، بل على استراتيجياتنا طويلة المدى أيضاً.

*جاءت زيارتك للسعودية بعد 6 أعوام… كيف تصفين التغيير الكبير الذي أحدثته السعودية في مختلف المجالات؟

نعم، كنت هنا آخر مرة في عام 2017، وأحببت رحلتي حينها، لكنني مندهشة الآن مما رأيته خلال هذه الرحلة. لقد كان التغيير في السعودية ملحوظاً. لقد تأثرت بالخبرة الرائعة التي رأيتها بين الوزراء والخبراء والمهنيين الذين التقيت بهم. كما أتيحت لي الفرصة للتحدث مع السعوديين العاديين، وهم داعمون جداً لرؤية 2030 ومتحمسون جداً لبلدهم وما يريدون تحقيقه، ليس لأنفسهم فحسب، بل أيضاً للقيادة التي يريدون أن يظهروها لبقية العالم. إنهم يفعلون ذلك من خلال منتدى معادن المستقبل.

استكشاف المزيد من الفرص الجديدة

* كيف ترين حاضر ومستقبل التعاون والشراكات السعودية البريطانية بشكل عام؟

نحن نعمل بالفعل بشكل وثيق مع السعودية، وخاصة في مجال المعادن الحيوية. لدينا بالفعل «خطاب نوايا»، ونريد التأكد من أننا ننضج ذلك أيضاً. أنا هنا أيضاً مع عدد من الشركات والمؤسسات البريطانية، بما في ذلك مدرسة «كامبورن» للمناجم وهيئة المسح الجيولوجي البريطانية. نجري حالياً محادثات عميقة حول كيفية تبادل بعض خبرات المملكة المتحدة مع السعودية لمساعدتها على تحقيق أهدافها أيضاً. قمت بزيارة منجم للنحاس والزنك على بعد ساعتين من الرياض، وهو عبارة عن نتاج تعاون بين السعودية والمملكة المتحدة، حيث يتم التعدين وفقاً لمعايير عالية.

الشركات التي ترافقني إلى السعودية مهتمة باستكشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون بين المملكتين في مجالات مثل مصادر الطاقة المتجددة وعلوم الحياة والتكنولوجيا. نريد استكشاف كيفية مشاركة أفضل الممارسات بيننا، وكيف يمكننا تحقيق أهدافنا الفردية.

نريد التأكد من مشاركتنا في العمل المتجدد الذي يجري في السعودية. لقد عقدنا اجتماعات رائعة مع إدارة «نيوم» هذا الأسبوع، وهناك فرص متاحة للمملكة المتحدة لدعم تطوير «نيوم». هناك استثمارات كبيرة من السعودية في المملكة المتحدة، ونحن نعلم أن السعودية ترغب في رؤية استثمارات كبيرة من المملكة المتحدة فيها أيضاً. نحن حريصون على جلب الشركات البريطانية إلى السعودية لرؤية فرص الاستثمار البريطانية في سوقها الكبيرة.

*ما الذي لفت انتباهك في هذا الصدد؟

ما هو واضح من تجربتي بعد زيارتي قبل بضع سنوات وعودتي إلى السعودية أن الأمور المهمة، مثل الشفافية والمساءلة والتعاقد القوي بناءً على معايير عالية، هي ما يتم تقديمه هنا. ولذلك أتوقع أن أرى الكثير من التعاون الكبير عبر العديد من القطاعات في المستقبل. كما نشارك أيضاً في محادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ومجلس التعاون الخليجي.

المبادرات السعودية تصحح البيئة والمناخ

* ما رؤيتك للمبادرات الاقتصادية السعودية العديدة خاصة المبادرات الخضراء؟

أعتقد أن العمل الذي تقوم به السعودية رائع. لا أستطيع أن أرى أي دولة أخرى تضاهي السرعة التي تعمل بها المملكة. توفر لهم رؤية 2030 التركيز المطلق، إذ كانت المحادثات حول الطاقات المتجددة قوية بشكل لا يصدق. في المملكة المتحدة، قمنا في وقت مبكر جداً، ليس فقط في إنشاء هذه التكنولوجيا ولكن أيضاً في اعتمادها وتسويقها تجارياً – هناك قدر كبير من الخبرة في المملكة المتحدة، سواء كان ذلك في مزارع الرياح البحرية أو الطاقة الشمسية أو النووية – وهناك الكثير الذي يمكننا القيام به والتعاون مع السعودية في هذا المجال. من غير العادي أن ترغب السعودية في تحويل الاقتصاد ليتوافق مع طموحاتها في أن تصبح أكثر نظافة وخضرة وكفاءة. أعتقد أن هناك قدراً كبيراً من العمل، العمل الذي يمكن القيام به بين البلدين لتحقيق ذلك.

*كيف يمكن أن يتعزز الدور السعودي في معالجة التغير المناخي؟

تعد المملكة العربية السعودية من المستثمرين الرائدين في تقنيات الطاقة المتجددة، وقد شهدنا قدراً كبيراً من الاستثمار السعودي في المملكة المتحدة أيضاً. فقد استثمرت السعودية ما يزيد عن 2.5 مليار جنيه إسترليني في قطاع الطاقة النظيفة في المملكة المتحدة، بما في ذلك شركة «الفنار» التي تقوم ببناء إحدى أولى محطات الطيران المستدامة في «تيسايد». كما جمعت المؤسسات المالية السعودية 10 مليارات جنيه إسترليني منذ عام 2022 من التمويل الأخضر والاجتماعي والمستدام. ونحن نعلم أن السعودية لاعب رائد في هذا القطاع، حيث شعرت بالثقة الكافية للاستثمار في المملكة المتحدة. ونعتقد أن ذلك يرجع إلى أجندة السياسة الواضحة التي لدينا والتي تضع استراتيجية مستقرة للغاية وطويلة المدى لكيفية تغيير اقتصادنا ليصبح أكثر خضرة ونظافة.

تعاون بمجال الذكاء الاصطناعي والروبوت

*هل هناك مجال للتعاون بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات؟

الذكاء الاصطناعي يمثل تحدياً وفرصة في نفس الوقت. أعلم أنه كان هناك مؤتمر هنا في السعودية، ويُظهر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع، حيث عقدنا قمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا في المملكة المتحدة. ما يهمني حقاً كوزيرة للصناعة هو أن الذكاء الاصطناعي سيكون حاسماً لجميع تلك الوظائف والقطاعات. نحتاج إلى مزيد من الابتكار للتأكد من أننا نقوم بالتصنيع بوتيرة تلبي متطلبات المستهلكين. لذلك يعد هذا مكاناً مثيراً للغاية للتصنيع والتكنولوجيا ومجالات أخرى، ومرة أخرى، يتقاسم كلا البلدين نفس الطموح وآمل أن نتمكن من التعاون بشكل أكبر في مجال الذكاء الاصطناعي أيضاً.


موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال اضطرابات الشرق الأوسط لم تضر باقتصاد بريطانيا حتى الآن


اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.