ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (فرار الآلاف بعد تجدد الاشتباكات في ود مدني بالسودان )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
تصاعدت موجات فرار السكان من مدينة ودمدني، مع تجدد الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي والمدفعي بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» لليوم الثاني على التوالي، وتدافع آلاف المواطنين حاملين ما خف من متاع إلى الطرقات لمغادرة المدينة نحو مدن الولاية الوسطية، وإلى البلدات الصغيرة في الأرياف. وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ، وحظر التجول مساءً، فيما عبرت الولايات المتحدة الأميركية عن «قلق بالغ» إزاء تكرار «الدعم السريع» الهجمات على المدينة.
وأحدث الهجوم على عاصمة ولاية الجزيرة (وسط السودان) حالة من الارتباك الكبير في حركة التجارة، ما دفع آلاف التجار في أسوق المدن الكبيرة (مدني، الحصاحيصا، تمبول) إلى نقل بضائعهم من المحال التجارية إلى مناطق آمنة، تحسباً لتكرار عمليات النهب والسلب التي شهدتها العاصمة الخرطوم خلال الحرب الدائرة.
الأوضاع الأمنية «إلى انحدار مخيف»
وقال سكان في مدني إن الاشتباكات تجددت بصورة أكثر قوة، اليوم السبت، فيما تواصل القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات الجيش على مواقع «الدعم السريع» في منطقة حنتوب الواقعة على الضفة الشرقية من النيل الأزرق الذي يعبر المدينة. وأفاد مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط» بأن المعارك تزداد ضراوة، وأن الاشتباكات والقصف المتبادل يتركزان في محيط جسر «كوبري حنتوب» المؤدي إلى وسط المدينة. وقال المصدر إن الأوضاع الأمنية والإنسانية تتجه إلى «مستوى مخيف من الانحدار نحو الكارثة»، مضيفاً: «نسمع أصوات رصاص كثيف، ونشاهد أعمدة الدخان السوداء في المنطقة المستهدفة حيث تدور المواجهات بين الطرفين». ووفق المصدر ذاته، فإن المواطنين يفرون في كل الاتجاهات للخروج من المدينة قبل تفاقم الأوضاع أكثر.
وقال مقيمون في المدينة، إن انفجارات قوية هزت الأحياء الشرقية المتاخمة للشريط النيلي، وإن فوارغ الذخيرة الثقيلة والشظايا تتساقط على منازل السكان. ولم تصدر أي جهة حكومية أو غير حكومية بيانات لأعداد الضحايا منذ اندلاع الاشتباكات في مدينة ود مدني.
حالة ذعر بين السكان
من جهة ثانية، قال سكان في قرى شرق الجزيرة لـ«الشرق الأوسط» إنهم شاهدوا قوات من «الدعم السريع» على متن عشرات السيارات العسكرية والمدنية ذات الدفع الرباعي، ومسلحين على درجات نارية، يعبرون الطرق باتجاه المناطق المحيطة بمدينة «تمبول» (نحو 60 كيلومتراً من عاصمة الولاية ود مدني). وأفاد عدد منهم بأن المسلحين يطلقون الذخيرة الحية بكثافة في الهواء، ما تسبب بحالة من الذعر والخوف لدى القاطنين في تلك البلدات.
ويأتي الهجوم على مدينة ود مدني مع دخول الحرب في السودان شهرها العاشر، التي خلفت أكثر من 12 ألف قتيل ونحو 6 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها.
فرض حالة طوارئ في الجزيرة
وفرض حاكم ولاية الجزيرة المكلف، الطاهر إبراهيم الخير، ليل الجمعة، حالة الطوارئ وحظر التجوال في الولاية، من الساعة السادسة مساءً إلى السادسة صباحاً. ويحظر قرار الطوارئ التجمعات ويقضي بإغلاق الأسواق والمحال التجارية في الفترة الزمنية المحددة، مع استثناء حركة مرور الكوادر الطبية وسيارات الإسعاف وتحركات القوات النظامية. وأعلن الجيش السوداني، الجمعة، أن «ميليشيا قوات الدعم السريع» هاجمت قواته في ولاية الجزيرة «في محاولة يائسة منها لتغطية هزائمها في العاصمة الخرطوم». ونقلت وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا) عن قائد الحامية العسكرية في مدني «الفرقة الأولى – مشاة»، اللواء أحمد الطيب، قوله إن «القوات المسلحة تصدت ببسالة للميليشيا المتمردة وكبدتها خسائر كبيرة في الأسلحة والمركبات والمعدات».
وأفادت لجان المقاومة في ود مدني (جماعة محلية)، بتجدد الاشتباكات صباح الجمعة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، في مناطق الإنقاذ وأبو حراز وطريق مدني – الخرطوم الغربي. وقالت إن السلطات أغلقت جسر حنتوب على النيل الأزرق أمام حركة السيارات، مع السماح بمرور المشاة الراجلين، كما أغلقت تماماً جسر رفاعة الذي يربط بين بلدة رفاعة ومدينة الحصاحيصا، ثانية كبرى مدن ولاية الجزيرة. ووفقاً للجان المحلية، تشهد المدينة نزوح أعداد كبيرة من السكان إلى مدن سنار والقضارف والقرى حول مدني.
قلق أميركي
وقالت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، السبت، إن بلادها «تشعر بــقلق بالغ» إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجمات شنتها قوات «الدعم السريع» على ود مدني في السودان، التي لجأ إليها الآلاف هرباً من الحرب. وأضافت، في إفادة على موقع السفارة الأميركية في الخرطوم على «فيسبوك»: «أحث قوات الدعم السريع على الامتناع عن شن الهجمات»، كما حثت جميع الأطراف على حماية المدنيين بأي ثمن، متوعدة بمحاسبة مرتكبي الإرهاب.
من جهته، عبر السيناتور الديمقراطي كريس كونز عن قلقه العارم من هجوم قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة في السودان، ويقول «يبدو أن قوات الدعم تفتح جبهة جديدة من الحرب»، محذرا «من خطورة انشغال العالم بأوكرانيا والصراع بين حماس وإسرائيل الذي أدى إلى أزمة إنسانية في غزة، ونسيان نزاعات أخرى تهدد حياة المدنيين والمصالح الأميركية».
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال فرار الآلاف بعد تجدد الاشتباكات في ود مدني بالسودان
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.