ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (فيرغسون… نجم أسكوتلندي يسطع في سماء كرة القدم الإيطالية )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
لا يريد المدير الفني لبولونيا، تياغو موتا، أن يشعر لاعبو فريقه بالراحة الشديدة أبداً. ففي مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلو سبورت» الإيطالية في وقت سابق من هذا العام، أوضح لاعب خط وسط الفريق لويس فيرغسون كيف أن موتا لا يسمح للاعبيه بمعرفة التشكيلة الأساسية إلا في صباح يوم المباراة، وغالباً ما تأتي التشكيلة الأساسية على خلاف التوقعات التي تكون لدى اللاعبين بناء على ما شاهدوه في التدريبات. وقال فيرغسون: «هذا الأمر يجعلك في كامل تركيزك دائماً. فإذا توقفت عن العمل الجاد، فلن تلعب».
لكن فيرغسون كان دائم الحضور في قائمة الفريق في جميع المباريات التي خاضها هذا الموسم. لعب فيرغسون 987 دقيقة من أصل 990 دقيقة لعبها بولونيا في الدوري الإيطالي الممتاز: أكثر من أي لاعب آخر في بولونيا، إلى جانب حارس المرمى لوكاس سكوروبسكي. وكان النجم الأسكوتلندي قد انضم لبولونيا قادماً من أبردين العام الماضي مقابل مليونَي يورو، وأصبح ركيزة أساسية في صفوف فريق بولونيا الذي يسعى لاحتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل.
سجل فيرغسون هدفه الثالث هذا الموسم يوم الجمعة الماضي، ليساعد فريقه على تحقيق الفوز على لاتسيو بهدف دون رد. وبهذا الفوز، ارتقى بولونيا للمركز السادس في جدول الترتيب. وتعد هذه بداية مشجعة للغاية للفريق الذي أنهى الموسم الماضي في المركز التاسع، مع العلم بأنه خاض مباريات صعبة وقوية للغاية أمام كل من لاتسيو وإنتر ميلان ويوفنتوس ونابولي وميلان. ولم يخسر بولونيا في جميع هذه المباريات إلا من ميلان. في الحقيقة، يبدو بولونيا وكأنه فريق لديه مستقبل مشرق للغاية – وهو السيناريو الذي لم يكن يتخيله كثيرون عندما أقيل سينيسا ميهايلوفيتش من منصبه كمدير فني للفريق في سبتمبر (أيلول) الماضي. لقد كان هذا القرار صعباً للغاية، لكن النادي اتخذه في نهاية المطاف بعدما حصل بولونيا على ثلاث نقاط فقط من خمس مباريات وتراجع الأداء لفترة طويلة، لكن كثيرين كانوا يعتقدون أن النادي مدين بالكثير لهذا الرجل الذي أصيب بسرطان الدم.
لقد دعم بولونيا ميهايلوفيتش خلال عدة جولات من العلاج منذ أن تم تشخيص إصابته بالمرض للمرة الأولى في عام 2019. ومع ذلك، كان لهذا تأثير حتى على البحث عن خليفة لميهايلوفيتش. كان روبرتو دي زيربي هو الخيار الأول للنادي في هذا المنصب، قبل أن يتولى المدير الفني الإيطالي قيادة برايتون. وقال دي زيربي إنه كان سيسعد بالعمل مع بولونيا لو تلقى هذا العرض في ظروف مختلفة. كما قُوبل تعيين موتا على رأس القيادة الفنية للفريق بردود فعل متباينة. كان موتا قد قام بعمل جيد لإبقاء سبيزيا في الدوري الإيطالي الممتاز في الموسم السابق، لكن الكثيرين في إيطاليا كانوا يعاملونه على أنه شخصية مثيرة للسخرية. لقد بُني الانطباع العام عنه بناء على الفترة القصيرة والكارثية التي قضاها في جنوة، والتصريحات الغريبة التي أدلى بها عندما كان مديراً فنياً لفريق باريس سان جيرمان تحت 19 عاماً، التي أشار فيها إلى أن طريقته المفضلة هي 2-7-2.
ومع ذلك، بدأ موتا يكتسب حب واحترام الجمهور شيئاً فشيئاً. لقد مر بولونيا بفترات مختلفة تحت قيادة ميهايلوفيتش، لكن الفريق كان يلعب بطريقة دفاعية بحتة، ونادراً ما كان يقدم كرة قدم ممتعة. وفي المقابل، حوّل موتا هذا الفريق بشكل كبير لكي يلعب كرة قدم هجومية ويضغط على المنافس بشراسة. وبمرور الوقت، أصبح الفريق يشعر براحة أكبر فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة، وأنهى الموسم الماضي في المركز السادس في قائمة أكثر الفرق استحواذاً على الكرة في الدوري الإيطالي الممتاز.
وسرعان ما أصبح فيرغسون ركيزة أساسية في صفوف الفريق. لقد وجد اللاعب الأسكوتلندي في البداية صعوبة في التأقلم على العيش في بولونيا، وأُبلغ بعد الانتقال إلى بولونيا بأن الإيقاف لمباراتين في نهاية مسيرته مع أبردين سيتم تطبيقه في الدوري الإيطالي الممتاز، وبالتالي سيغيب عن أول مباراتين له مع بولونيا. لعب فيرغسون أول مباراة له مع بولونيا بديلاً في اللقاء الذي خسره الفريق أمام ميلان، وبعد ذلك لم يلعب أي مباراة أخرى إلا بعد إقالة ميهايلوفيتش.
لقد رأى موتا قدرات وإمكانات مختلفة في فيرغسون، وأشركه كلاعب خط وسط، وشجعه على الانطلاق للأمام، سواء بالكرة أو من دونها، من أجل إحداث خلل في دفاعات الفرق المنافسة، كما شجعه على التسديد عندما تتاح له الفرصة للقيام بذلك. أنهى فيرغسون موسمه الأول في الدوري الإيطالي الممتاز محرزاً سبعة أهداف في 32 مباراة، ليكون بذلك أفضل ثالث هداف للفريق في ذلك الموسم. وقال فيرغسون عن موتا: «إنه يهتم بالجوانب الخططية والتكتيكية كثيراً، لكنه يمنحنا الكثير من الحرية أيضاً – خاصة في الهجوم. إنه لا يقيدنا بتحركات محددة، بل يمنحنا الحرية للتحرك وإيجاد الحلول عندما نتقدم للأمام». من المؤكد أن موتا لعب دوراً كبيراً في تطور فيرغسون بهذا الشكل، لكن يجب الإشادة باللاعب نفسه. لقد تكيف فيرغسون مع الحياة في إيطاليا بشكل كامل، وأشار إلى أنه كان يحلم دائماً بالعيش واللعب في الخارج.
وقال فيرغسون منذ البداية إنه يريد البقاء في بولونيا لمدة عامين «على الأقل»، ووقع على عقد جديد هذا الصيف حتى عام 2027. وولدت ابنته الأولى في إيطاليا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» في أغسطس (آب) الماضي: «أنا سعيد هنا، وهذا مهم جداً بالنسبة للحياة اليومية. عندما تشعر أنك بحالة جيدة في مكان ما، فإنك تحب عملك وتستمتع به، ويكون من السهل عليك البقاء».
من المؤكد أن بولونيا يستمتع بما يقدمه في الوقت الحالي. لقد كان العام الماضي صعباً للغاية بالنسبة للكثيرين في النادي، حيث أثرت وفاة ميهايلوفيتش في ديسمبر (كانون الأول) على الجميع. وكما اعترف موتا عندما عاد فريقه إلى اللعب بعد نهائيات كأس العالم في منتصف الموسم الماضي، «ليس من السهل تجاوز ألم بهذا الشكل، خاصة بالنسبة للاعبين الذين أمضوا سنوات في العمل معه». لقد رحل عدد من اللاعبين الذين كانوا يلعبون بشكل أساسي في صفوف الفريق تحت قيادة ميهايلوفيتش، وأبرزهم ماركو أرناوتوفيتش، الذي تم بيعه إلى إنتر ميلان في فترة الانتقالات الصيفية. لكن التعاقدات الذكية التي أبرمها المدير الرياضي، جيوفاني سارتوري، الذي يعمل بشكل وثيق مع الطاقم الفني لموتا، جعلت الفريق أكثر قوة وقدرة على المنافسة.
من المبكر للغاية الحديث من الآن عن الترتيب النهائي لجدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز والمراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية، لكن موتا يقود الفريق بخطوات ثابتة للأمام، ويقول عن ذلك: «لست خائفاً من الحماس الزائد. إننا نمر بلحظة جيدة، لكننا نعرف أيضاً الأسباب التي تجعلنا نعيش مثل هذه اللحظات».
* خدمة «الغارديان»
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال فيرغسون… نجم أسكوتلندي يسطع في سماء كرة القدم الإيطالية
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.