باتيلي والسايح يبحثان قوانين الانتخابات الصادرة عن «النواب» الليبي

بينما ناقش رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، عبد الله باتيلي، مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، القوانين الانتخابية الصادرة عن مجلس «النواب» الليبي، أوضحت السفارة البريطانية أن الزيارة التي قام بها وفد بريطاني إلى ليبيا ناقشت التزام بريطانيا بدعم ليبيا خلال كارثة إعصار دانيال، ودعم إعادة توحيد القوات الأمنية، بالإضافة إلى أهمية العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة.

واجتمع الوفد الذي ترأسه وزير الدولة للقوات المسلحة البريطانية، جيمس هيبي، في طرابلس وبنغازي على التوالي، مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة، والقائد العام للجيش الوطني، خليفة حفتر. وبعدما عدت السفارة في بيان لها عبر منصة «إكس»، مساء أمس (الثلاثاء) أن الحاجة إلى حكم موحد ومنتخب ديمقراطياً لتحقيق استقرار ليبيا وأمنها، وازدهارها على المدى الطويل واضحة تماماً، وحثت جميع الجهات الفاعلة الليبية على الانخراط مع باتيلي في عملية سياسية بقيادة ليبية تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأعلنت بريطانيا تخصيص أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني لدعم ليبيا، بما في ذلك 2 مليون جنيه إسترليني لنداء الأمم المتحدة العاجل، ولوفد فرق طوارئ طبية بريطانية، ونشر الدعم الطبي والهندسي، مشيرة إلى أن هيبي كرر لدى لقائه مع حفتر دعوة باتيلي لاستعادة الاتصالات في مدينة بنغازي بشرق البلاد وحماية المدنيين.

ومن جانبه، اكتفى حفتر بالإشارة إلى أنه بحث مع الوفد البريطاني التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، وآخر التطورات السياسية، وتهيئة الظروف المُناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وكان جهاز الأمن الداخلي بالمنطقة الشرقية قد أعلن في بيان (مساء الثلاثاء) أنه أحبط عملية إرهابية في مدينة بنغازي، مشيراً إلى أنها «استهدفت تشويه صورتها، وتعطيل تنميتها من قبل بقايا التنظيمات الإرهابية المتطرفة». وعدّ الجهاز أن ما وصفه بـ«عناصر خلية السلماني التخريبية»، التي لم يحدد عددها ولا الجهة التابعة لها، «حاولت زعزعة استقرار المدينة»، مشيرا إلى أنها «تلقت ضربة موجعة بفقدانها عدداً من عناصرها خلال مقاومتهم للقوات».

من جانبه، قال باتيلي إنه ناقش (مساء الثلاثاء) مع السايح القوانين الانتخابية، التي أعدتها اللجنة المشتركة (6 + 6)، وأقرها مجلس النواب أخيراً، ومدى قابليتها للتطبيق. وأشاد باتيلي بإعلان المفوضية استعدادها الفني لوضع هذه القوانين موضع التنفيذ، بما يلبي تطلعات ملايين الليبيين التواقين إلى ممارسة حقوقهم السياسية، وانتخاب قادتهم، وإعادة الشرعية للمؤسسات الليبية. كما أكد مجددا على دعم البعثة الأممية للمفوضية من أجل توفير ظروف النجاح الكامل لمهمتها الصعبة، المتمثلة في تنظيم الانتخابات كخطوة أساسية نحو السلام والاستقرار والتقدم في ليبيا.

بدوره، أصدر الدبيبة اليوم (الأربعاء) قراراً بتشكيل لجنة لدراسة الوضع القانوني للعمالة الوافدة، ومعالجة مشكلة وجودهم غير القانوني بمنحهم فرصة لتسوية أوضاعهم، وفقاً للتشريعات النافذة. كما ناقش الدبيبة (مساء الثلاثاء) مع السفير الجديد للاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، تنسيق الجهود وتقديم الدعم الفني في ملف «الهجرة غير النظامية»، والتعاون في مجال الطاقات المتجددة، وفق ما اتفق عليه سابقاً مع مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.

ونقل بيان للدبيبة عن أورلاندو «تأكيده على دعم الاتحاد الأوروبي لاستقرار ليبيا، والانطلاق نحو تنفيذ الانتخابات، وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين ليبيا والاتحاد الأوروبي».

بدوره، نقل المنفي عن وفد من أعيان وفاعلي قبائل الكراغلة من الغرب الليبي دعمهم لجهوده في تحقيق رؤية ليبيا المستقبلية، التي تهدف إلى بناء دولة قوية ومستقرة، تقوم على أسس القانون والمؤسسات الديمقراطية، والتأكيد على أهمية تماسك وتلاحم المكونات الليبية كافة كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

إلى ذلك، أعلن مدير مركز طب الطوارئ والدعم في طرابلس، محمد كبلان، انتشال 14 جثة من مناطق مختلفة في محيط مدينة درنة خلال الـ48 ساعة الماضية. وأوضح اليوم (الأربعاء) أن «الجثث التي انتُشلت من مناطق وادي الخبطة والهمسة وأم البريكات، الواقعة شرق درنة، نقلت إلى مستشفى الوحدة لإتمام الإجراءات القانونية لعمليات الدفن». كما أعلنت حكومة الوحدة «بدء فرع مصلحة المرافق التعليمية بالمنطقة الشرقية في أعمال صيانة 75 مدرسة بالبلديات المتضررة من السيول عبر الشركات المحلية».