اتفاقية أولمبية سعودية – فرنسية للاستفادة من خبرات «باريس 2024»

يبحث فريق النصر السعودي عن مواصلة رحلته في بطولة دوري أبطال آسيا وكتابة رحلة الإنجاز الذي لم يتحقق بعد، وذلك عندما يلاقي نظيره الفيحاء في ذهاب دور الستة عشر، في المباراة التي ستجمع بينهما على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض.

تبدو محطة اختبار الأصفر العاصمي سهلة على الجانب الفني قبل بدء المواجهة، حيث نجح بتجاوزه في مواجهة الدور الأول من منافسات الدوري السعودي للمحترفين بثلاثية مقابل هدف.

يعول النصر على معانقة لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه، متسلحاً بنجمه الأسطوري كريستيانو رونالدو الذي وضع بصمته في ملاعب دوري أبطال أوروبا وعانق المجد الأوروبي لأكثر من مرة في تجاربه المختلفة، لكن رحلته الآسيوية بدأت مع النصر السعودي في النسخة الحالية من البطولة.

تأهل النصر عن دور المجموعات بصدارة مجموعته الخامسة برصيد 14 نقطة ولم يجد أي عناء في تلك المرحلة، إذ حصد 14 نقطة ولم يتعرض لأي خسارة بانتصاره في أربع مواجهات وتعادله مرتين.

ستكون مواجهة الفيحاء هي المباراة الرسمية الأولى للفريق منذ فترة التوقف الطويلة، إذ خاض الأصفر العاصمي آخر مبارياته في الدوري يوم 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل توقف المنافسات لمشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس آسيا 2023.

ساهمت الظروف في عدم استفادة النصر من جولة الصين التي كان مقررا له أن يخوض خلالها مواجهتين وديتين خلال فترة التوقف، لكن الجولة ألغيت بعد إصابة نجم الفريق كريستيانو رونالدو واكتفى النصر بمواجهتي كأس موسم الرياض، إذ كسب الأولى أمام انتر ميامي الأميركي بنتيجة كبيرة بسداسية نظيفة، قبل أن يخسر أمام غريمه التقليدي الهلال بهدفين دون رد.

يفتقد النصر لخدمات نواف العقيدي حارس مرمى الفريق الذي تم إيقافه لمدة خمسة أشهر على خلفية ما حدث في معسكر المنتخب السعودي الأخير، ولم تتضح الصورة حتى الآن حيال مشاركة أوسبينا الذي تعرض لإصابة في مواجهة الهلال الأخيرة، إذ يتوقع أن تكون خيارات البرتغالي لويس كاسترو مدرب النصر بين الثنائي راغد النجار ووليد عبد الله ليشارك أحدهما أساسيا.

ينضم إلى قائمة الأسماء التي سيفتقدها النصر في مواجهة الفيحاء اللاعب علي لاجامي، إذ سبق أن تم إيقافه بقرار من قبل لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم «لمباراتين» عقب حصوله على بطاقة حمراء في مواجهة بيرسبوليس الإيراني في الجولة قبل الأخيرة من مرحلة المجموعات.

وينتعش النصر بقدوم الأسترالي عزيز بيهيتش الذي التحق بصفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، إذ سيعزز من الجانب الدفاعي للنصر، وسيكون بمقدوره المشاركة بصفته لاعبا آسيويا، أي ستبلغ الخيارات الأجنبية للنصر ستة لاعبين للمرة الأولى هذا الموسم في البطولة الآسيوية، حيث تنص لوائح البطولة على إشراك خمسة لاعبين محترفين أجانب، إضافة إلى اللاعب الآسيوي بنظام 5+1.

ستكون الأنظار متجهة في الجانب الهجومي إلى كريستيانو رونالدو للمساهمة في عبور فريقه دون عناء نحو الدور المقبل من البطولة، إضافة إلى البرازيلي تاليسكا هداف النصر في النسخة الحالية ومتصدر الترتيب العام للهدافين بعدد ثمانية أهداف.

من ناحيته، أكد البرتغالي لويس كاسترو، المدير الفني لفريق النصر، أن فريقه يتدرب ويعمل بشكل اعتيادي في الصباح ويلعب المباريات مساءً دون أي مشكلة، وهو الأمر الذي يحدث مع 95 % من الأندية العالمية، ما يجعل الأمر إيجابياً، وذلك خلال المؤتمر الصحافي قبل مباراة النصر والفيحاء، ضمن منافسات ذهاب دور الـ16 في دوري أبطال آسيا.

ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» للمدرب البرتغالي لويس كاسترو عن تدريب النصر صباحاً، وعن وجود فارق كبير بين آخر تدريب ومباراة الفريق المقبلة، والذي يصل إلى نحو 30 ساعة، وكون هذا الأمر يؤثر بالسلب أو الإيجاب على اللاعبين. قال كاسترو: «نتدرب بشكل إيجابي وطبيعي، نعمل في الصباح ونلعب في المساء، وهذا ما يحدث لمعظم أندية العالم التي تتدرب بنفس طريقتنا تقريباً. في آخر 6 مباريات سجلنا 23 هدفا، إنه أمر إيجابي ومتقدم، لكن عندما تحدث نتيجة سيئة فإن الكل يبحث عن الأخطاء والسلبيات فقط».

وأردف: «95 % من فرق العالم تتدرب في مثل هذا التوقيت الذي يتدرب خلاله النصر. نحن نعمل الأشياء التي ننجح بها، ونستخدمها باستمرار. ما يهم هو العمل والحفاظ على نسق التدريب وسعادة اللاعبين، حتى يكون الجميع جاهزين للمشاركة في المباراة، وهذا ما نفعله».

وعن وجود فترة راحة طويلة بين التدريب والمباراة المقبلة، أجاب المدرب: «ليس لدي إجابة صريحة، لكن أرى أن الأمر سيكون إيجابياً للاعبين، لأن كل لاعب سيكون لديه مخزون بدني ووقت أطول للراحة قبل كل مباراة، وهذا الوقت يكون كافياً لكل لاعب من أجل الاستعداد للمباراة، ونحن نعمل بهذا النظام منذ فترة كبيرة ونجد نجاحات بسببه».

وتحدث مدرب النصر في المؤتمر الصحافي عن لقاء الفيحاء المرتقب في آسيا، حيث قال: «استعددنا بشكل جيد لمباراة الفيحاء. درسنا الخصم ونقاط قوته وضعفه، ونسعى لتصحيح بعض الأخطاء التي ظهرت في مباراة الهلال بكأس موسم الرياض. نريد أن ندافع ونهاجم بشكل جيد، حتى نتمكن من تحقيق الفوز في اللقاء».

وعن عقوبة نواف العقيدي وغيابه لمدة 5 أشهر بعد مشكلته الأخيرة في معسكر المنتخب السعودي قبل بدء منافسات كأس آسيا 2023، قال كاسترو: «نواف العقيدي لن يلعب لمدة 5 أشهر محلياً وقارياً، وبالتالي سيغيب عن مواجهة الفيحاء القادمة في آسيا أيضاً، لكن لا أملك الرد على سبب عقوبته، لذلك عليكم أن تقوموا بتوجيه السؤال إلى روبرتو مانشيني مدرب المنتخب السعودي».

تقام مباريات دور الستة عشر بنظام خروج المغلوب، ولكنها هذه المرة ستقام من أصل مواجهتين وليس مواجهة واحدة، ما يعني أن فرص التعويض ستكون قائمة لأي من الفريقين في مواجهة الإياب.

من جانبه، يحاول فريق الفيحاء إكمال رحلته الأولى في بطولة دوري أبطال آسيا رغم قوة التحدي الذي يخوضه في المرحلة الإقصائية بعد نجاحه في عبور مرحلة المجموعات والتأهل عن المجموعة الأولى بوصافة الترتيب، بعد أن تصدر العين لائحة الترتيب وضمن تأهله منذ وقت مبكر.

يدخل الفيحاء المواجهة بعد أن اختتم رحلته الإعدادية خلال فترة التوقف في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إذ أقام الفريق معسكراً إعدادياً خاض خلاله أربع مباريات ودية تحضيرا لاستئناف المسابقات وخوض أهم مواجهتين للفريق آسيويا أمام النصر.

ومر الفيحاء الذي يتولى قيادته الصربي فوك رازوفيتش بعدد من التقلبات الفنية هذا الموسم، كان آخرها تراجع الأداء وتسجيل عدد من النتائج السلبية قبل فترة التوقف، حيث خسر «البرتقالي» كما يُطلق عليه أربع مواجهات ساهمت بتراجعه في لائحة الترتيب نحو المركز الرابع عشر.

يعاني فريق الفيحاء دفاعياً بعد أن كان يتميز بهذا الجانب كثيراً، وبدأت شباكه تستقبل الكثير من الأهداف، إذ تلقت شباكه في مرحلة المجموعات آسيويا عشرة أهداف مقابل 31 هدفا في الدوري السعودي للمحترفين.

وعلى صعيد مباريات دور الستة عشر في غرب آسيا، يلتقي الأربعاء فريق ناساف الأوزبكي مع نظيره فريق العين الإماراتي، إذ سيكون التحدي الأول للمدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو الذي تسلم المهمة خلفاً للهولندي ألفريدو شرودر بعد أن قاد الفريق للعبور من دور المجموعات.

يحاول العين حمل راية كرة القدم الإماراتية في البطولة الآسيوية بصورة مثالية، إذ تبدو مواجهته أمام ناساف الأوزبكي مهمة سهلة للفريق الإماراتي، الذي ودع مواطنه الشارقة البطولة منذ مرحلة المجموعات.