50 مشاركاً في تجربة فريدة من الرياض لتطوير مجتمعات الفنون الجدارية

مزيج من الفنون غير التقليدية، والموسيقى، والعروض الفنية، إضافة إلى نوافذ علمية وإثرائية تنطلق مع «مهرجان رش لفن الجداريات 2023» في مدينة الرياض، بمشاركة دولية لأكثر من 50 مشاركاً، ما بين فنانٍ، ومتحدثٍ، وخبيرٍ في عدد من الفنون، يمدّون جسوراً من التواصل بين رحلة فنية سعودية ناهضة والمشهد العالمي الواسع أفقاً وتجربة.

وبنهاية أيام المهرجان، ستبقى بعض نتائجه من الأعمال الفنية الجدارية الفريدة شاهداً على أثره، ونافذة لتحويل الفضاءات العامة إلى أفق للتأمل في الجداريات التي تزين المساحات والحدائق العامة التي يفِد إليها الناس بكثافة، ويسعى المهرجان لتحويلها إلى مواقع نابضة بالفن والحياة وروح الألوان.

منصة لتعزيز التبادل الثقافي الدولي‏

ويطلق «مهرجان رش لفن الجداريات» برنامج زوايا وأفكار، للفنانين وخبراء الفنون البصرية، تُعقَد خلاله جلسات حوارية ملهمة، لتبادل الخبرات والمعارف حول صناعة الفنون البصرية. ويُعدّ البرنامج منصة استثنائية للمهتمين بعالم الفنون لتمعن في الفن المعاصر والتعرف على وجهات النظر من منظور مختلف وجديد، يقدم طرقاً حديثة لتطوير مهارات التأمل والتبصر في أعمال الفن المعاصر ومنتجاته.

ويشارك خبراء من مختلف دول العالم في إزجاء خبراتهم وأفكارهم حول قطاع الفنون البصرية المعاصرة والمستقبلية، وينخرط ضيوف المهرجان من الفنانون الهواة والمحترفين في نقاشات ثرية؛ لتعزيز التبادل الثقافي الدولي، والنهوض بقطاع الفنون البصرية في السعودية، وترسيخ مشاركتها في المشهد الفني الدولي.

وتستهدف منصة زوايا وأفكار المتخصصين في الفنون البصرية، والفنانين في مختلف الصناعات والمسارات الجديدة، والقيّمين على بناء صياغات متطورة وحيوية للمعارض الديناميكية، والنقاد والأكاديميين بتفكيرهم ووعيهم بالأبعاد الحديثة، وهواة الفن والأفكار المعاصرة عموماً.

من داخل المباني إلى أسوارها

ويحتفي «مهرجان رش فن الجداريات 2023» بتاريخ ومستقبل فن الجداريات، من خلال إخراج الفنون الجدارية من داخل المبنى إلى أسواره، عبر إضفاء طابعٍ ينقله من الماضي إلى الحاضر، بما يجسد المشهدين الثقافي والاجتماعي. وفي أحد المباني القديمة بحي المغرزات في مدينة الرياض، وضعت «هيئة الفنون البصرية» جدران المبنى تحت تصرف القيّميْن الفنيين للمهرجان؛ السعودية بسمة فلمبان، والبريطاني سيدار لويسون.

وتُعدّ فلمبان واحدةً من أكثر الوجوه العربية حضوراً في فن الجداريات، حيث انتقلت من التصميم إلى الفن المعاصر، خلال أول ظهور لها في «المتحف البريطاني» عام 2012، قبل أن تفوز بجائزة المرأة العربية في فئة «المواهب الشابة» عام 2014، وتحصل بعد ذلك على درجة الماجستير في الفن الإسلامي والتقليدي؛ لتشارك في معارض محلية ودولية، وتدعم المشهد الإبداعي المحلي الذي جعلته جوهر مشروعها «فن الجداريات السعودي» الذي تأسّس عام 2011.

أما الفنان سيدار لويسون فقد عمل في مشروعات المتاحف لمؤسسات كبرى، مثل «المجلس الثقافي البريطاني»، وأصدر 3 كتب عن فن الجداريات، كما عمل مع متاحف برمنغهام، قبل أن يُعيّن القيّم الفني لتصميم الموقع في «مركز ساوث بانك» بالعاصمة البريطانية لندن عام 2020.

احتفال بتاريخ ومستقبل الفن

ويساهم الفنانون المشاركون احتفالاً بتاريخ ومستقبل الفن، في تحويل مبنى المهرجان إلى لوحة من التمثيل الرمزي والتعبيري، يتفاعلون من خلالها مع الجمهور وعشاق الفن والأعمال الإبداعية، التي أخرجتها «هيئة الفنون البصرية» من ضيق المعامل الفنية إلى رحابة الفضاء العام بين الفنانين، وأعداد كبيرة من مُحبي وهواة فن الجداريات، الذي أصبح واحداً من أكثر الفنون انتشاراً على مستوى العالم.

ويستقطب المهرجان الذي يستمر حتى 6 ديسمبر المقبل، مجموعةً من الفنانين المتخصصين بصناعة مزيج من المنحوتات والجداريات، ومنهم: ميرامار، وسبايدرتاج، وفرناندو. إلى جانب مشاركة مجموعة من الفنانين السعوديين؛ وهم: حسن، والماحوزي، وتشوك، وشاكر، والعوفي، وإمبي، والغريب، وعباس. إضافةً إلى نُخبة من الفنانين العرب والعالميين، مثل: سان شاين، وبولوترون، ومتوالي، ودبانة، وطارق، وعوض، وساتر، والتجمع الفني «ST4»، والغشام، والماجد، وشيك شيك، وفاتسباترول، وبراناف، وداكن، وFaith XLVII، وكوبر، وسانشيز، وكوليكتيفو SHN.

ويقدم المهرجان برنامجاً حافلاً للزوار؛ منها عروض الهيب هوب التقليدي، وعرض الأفرو فيوجن، وعروض استثنائية لفريق «ساند لايفرز» للتزلج، بالإضافة إلى دروس لتعليم التزلج، وبرنامج موسيقي، كما يوفر عدداً من متاجر الأزياء المحلية، وعربات طعام في المنطقة المفتوحة من المبنى، إضافة إلى قسم خاص بالأطفال والأنشطة الإبداعية في بيئة فنية متكاملة، تسمح للأطفال بالرسم والكتابة على الجدران، واكتشاف مواهبهم باستخدام الطباشير، في حين يعرض المهرجان 3 أفلام هي فيلم ستايل وارز 1981 للمخرج توني سيلفر، وفلمي فايزة أمبا للمخرجة نور شمس 2022، وفيلم جوي 2021.