جنوب أفريقيا تواصل تعزيز شراكتها الاقتصادية مع السعودية في مجالات عدة

أكدت جنوب أفريقيا عزمها المضي قدماً في تعزيز شراكاتها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع المملكة العربية السعودية، وترجمة عديد من الاتفاقيات الثنائية متعددة الأوجه إلى واقع ملموس، متطلعة إلى زيادة الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، والبتروكيماويات، والمناخ، والتعدين، والفضاء، والدفاع، خلال الفترة المقبلة.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال موغوبو ديفيد مغابي، سفير جنوب أفريقيا لدى السعودية، إن «العلاقات السعودية – الجنوب أفريقية تطوّرت إلى شراكة متعددة الأوجه تشمل قطاعات مختلفة، بما في ذلك التجارة، والاستثمار، والدبلوماسية، والتبادل الثقافي؛ في حين يحتفظ البلدان ببعثتين دبلوماسيتين في عاصمتَي كل منهما، الأمر الذي يعزز الحوار والتعاون المستمرَين».

وأضاف: «هناك التزام بإعادة توظيف الهياكل الاجتماعية والاقتصادية في بلدينا من خلال رؤية 2030 لولي العهد ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وخطة التنمية الوطنية لجنوب أفريقيا 2030، حيث تعد المملكة أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا في الشرق الأوسط، بينما تزداد تلك الشراكة بشكل مطرد على مرّ السنين، لا سيما في قطاعات مثل الطاقة والبتروكيماويات والتعدين».

وتابع مغابي: «إن البلدين انخرطا في زيارات رفيعة المستوى ابتداءً من عام 1995 عندما قام الرئيس نيلسون مانديلا بزيارة دولة إلى الملك فهد بن عبد العزيز، تلتها زيارة الدولة الأخيرة للرئيس رامافوسا إلى المملكة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022».

ووفق مغابي، فإن الزيارة الأخيرة شهدت مباحثات رفيعة المستوى بين رئيس بلاده، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس الوزراء السعودي، ما يؤكد الالتزام بتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية.

وأشار إلى أن الزيارة الأخيرة أسفرت عن عديد من الإنجازات، بما في ذلك رفع الحظر الذي دام 19 عاماً على اللحوم الحمراء والمنتجات الحمراء في جنوب أفريقيا، التي أصبحت الآن متاحة بسهولة على رفوف سوق التسوق السعودية.

ووفقاً لأسواق الاستثمار الأجنبي المباشر بحسب مغابي، تقدر الاستثمارات السعودية في جنوب أفريقيا بنحو 1.62 مليار دولار، مع خلق 563 فرصة عمل، بينما كان آخر استثمار سعودي في 2022 من قبل شركة التعدين العربية السعودية «معادن» للاستثمار في قطاع الكيماويات في جنوب أفريقيا في مشروع المبيعات والتسويق والدعم.

وأشار مغابي إلى أن شركة «معادن» افتتحت مكتباً إقليمياً جديداً في جنوب أفريقيا، بينما تتركز استثمارات جنوب أفريقيا الأجنبية في السعودية في قطاعات خدمات الأعمال، والفنادق والسياحة، والفضاء، والدفاع، والاتصالات، بإجمالي استثمارات رأسمالية قدرها 227 مليون دولار في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) 2003 وأغسطس (آب) 2023 فقط.

وقال مغابي: «بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، تعاونت جنوب أفريقيا والمملكة في القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك السلام والأمن في أفريقيا والشرق الأوسط. كما ازدهرت التبادلات الثقافية والشعبية، مع مبادرات تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين المجتمعين»، مشيراً إلى أن التغير المناخي والتنمية المستدامة من أهم محاور التعاون السعودي – الجنوب أفريقي، مؤكداً التزام بلاده بالطاقة المتجددة، وجهودها للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.

وأكد مغابي أن الاتفاقيات التجارية الثنائية مع السعودية تعزز اتفاقيات بلاده مع الصين والهند والولايات المتحدة، في تنويع شراكات بلاده الاقتصادية وتسهيل زيادة تدفقات الاستثمار، مشيراً إلى أن الدبلوماسية الاقتصادية كانت حجر الزاوية في أجندة السياسة الخارجية لجنوب أفريقيا، مع التركيز على تعزيز التجارة والاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الشركاء في جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى أن بلاده عزّزت مبادرات «الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)»، والمشاركة في المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي، والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (سادك)؛ لتسهيل الحلول الأفريقية للتحديات الأفريقية لتعميق السلام والاستقرار والتنمية في القارة.