ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (العوالم غامضة والشخوص لم تكتمل )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
من الصعب أن تدرك ماذا يريد هذا الفنان أن يجسّد، أو ماهية ما يعبّر عنه في لوحاته. ورغم ذلك، وربما للسبب عينه؛ تجد نفسك مشدوهاً لأعماله. إنه الفنان إسلام زاهر الذي يقيم معرضه الجديد في «غاليري مصر» بالزمالك بعنوان «ظل الغائب»، حتى 1 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
يواصل زاهر تقديم عوالم غامضة ومعقّدة، وشخوص غائبة وحاضرة، معظمها مشوَّه وغير مكتمل، استدعاها من ذاكرته وانفعالاته، ما يجعل المتلقي يدقّق في تفاصيلها؛ ويحاول التواصل معها، لكنه لا يصل إلا إلى قليل جداً مما يدور في ذهن الفنان، ولا يسعه إلا أن يستكمل هو الشكل والمعنى كيفما يتراءى له الأمر، أو كيفما يشعر ويفكر في تلك اللحظة التي يشاهد فيها اللوحات.
لم يخدع الفنان جمهوره! فمنذ البداية اختار عنواناً غامضاً أيضاً لمعرضه، غير مكتفٍ بغموض شخوصه؛ هو «ظلّ الغائب». يقدّم شخوصاً تغلب عليهم «المونوكرومية» (أحادية اللون)؛ عبر 30 لوحة يتصدّرها شخص واحد، من دون تفاصيل أو مفردات أخرى. وفي الغالب هو شخص مشوَّه، أو ينقصه أحد أجزاء جسده.
أحياناً، يجد هذا الجسد منكفئاً على ذاته، وأحياناً أخرى يجعله واقفاً في ثبات، وقد يتحوّل إلى مجرّد كتلة تشغل الفراغ. في كل الأحوال يجعل المتلقّي يشعر بالتوتر والتتبّع لمصير هذه الشخوص غير الواضحة، ذات النظرات الزائغة والابتسامات الذابلة، فتكتشف لَكَم هي غائبة – حاضرة، وبعيدة وشديدة القرب منك، إلى أن يقودك زاهر إلى الإحساس بأنها ربما تكون أنت شخصياً! فشخوصه المشوّشة والمأزومة في إنسانيتها تتشابه مع الجميع لجهة الصراع الداخلي، وفقر الدفء والمشاعر، وتشوُّه النفس؛ جراء ما يمرّون به من لحظات فقد وموت بسبب الحروب أو المصير الإنساني الحتمي.
مثل لوحاته، قد يبدو إسلام زاهر غامضاً في أحيان، فيغيب عن جمهوره لفترات طويلة (نسبياً)، ومن ثَم يعود بمعرض جديد. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن لم يكن لدى الفنان جديد أو إضافة لمسيرته، فلا سبب ليحضر. أرفض بشدة إقامة معارض كثيرة وتكرار نفسي، أو أن أقدّم لجمهوري ما يمكن أن يتوقّعه مني؛ لذلك أفضّل التأمّل والتفكير والوصول إلى معانٍ ورؤى جديدة تنعكس بالتأكيد على فني، حتى أشعر بأنني سأقدّم لجمهوري جديداً؛ فأعود إليه».
من جهته، حرص الكاتب والناقد الفني المغربي فريد زاهي على زيارة مصر لحضور افتتاح المعرض. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «هو يضمّ سرديات بصرية صاغها الفنان بوهج ألوانه وتداخل خطوطه، وجاءت ضربات فرشاته قوية. يُظهر في لوحاته مضموناً وأحاسيسَ، بقدر ما يخبئ كثيراً منها، لتبحث أعيننا عن المعنى من غير أن تمسك به تماماً؛ لأنه وبينما يتشكل، يحوّل تفاصيل الحكاية إلى مَشاهد مشوّقة تجذب العين، وتقودها إلى حالة من الوجد».
يضيف: «يتجوّل زاهر في أرجاء التاريخ، ويقطع رحلات طويلة في فضاءات الفن والأساطير؛ ليستعيد بعضاً من آثارها ويعيد إحياءها من جديد، من دون أن يهدف إلى تكرارها أو نسخها، إنما ليعيد تأويلها وتحويلها بما يتماهى مع اللحظة الراهنة».
إسلام زاهر فنان مصري معاصر، انشغل بالفن واللوحات منذ سنّ مبكرة، تخرج في «كلية الفنون الجميلة» بالزمالك عام 1994، وشارك في دورات عدّة من «صالون الشباب» منذ عام 1995 حتى عام 1998، وحصد جوائز، منها الجائزة الثانية في الرسم عام 1995، كما حصد جائزتي لجنة التحكيم والاتحاد العالمي لنقاد الفن التشكيلي (الأيكا) عام 1998، كما شارك في معارض جماعية محلية ودولية.
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال العوالم غامضة والشخوص لم تكتمل
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.