ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (هل تشهد مفاوضات الوساطة «حلحلة» خلال عيد الفطر؟ )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
تتواصل جهود الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية، أملاً في الوصول إلى «هدنة» في قطاع غزة، يجري خلالها «تبادل الأسرى» من الجانبين. وبين حديث عن حالة من «الجمود» تكتنف مسار المفاوضات، يشير خبراء إلى «تفاؤل حذر» بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق و«حلحلة» للخلافات خلال «عيد الفطر».
وأكد مصدر مصري قريب من المفاوضات «استمرار المشاورات مع الأطراف المعنية كافة بغية الوصول إلى صيغة توافقية تجسر الفجوة في المواقف بين إسرائيل وحركة (حماس)». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشاورات إيجابية؛ لكن لا تزال هناك خلافات بين الجانبين، وهو ما يطيل أمد المفاوضات». ورغم «التفاؤل» بسير المشاورات، لم يُرجح المصدر المصري «الوصول إلى اتفاق خلال عيد الفطر»، مكتفياً بالتأكيد على «استمرار المشاورات».
واستضافت القاهرة، الأحد الماضي، جولة جديدة من المفاوضات بين إسرائيل وحركة «حماس»، بمشاركة وفود من قطر والولايات المتحدة الأميركية. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، لـ«بي بي سي»، الثلاثاء، إنه أكثر «تفاؤلاً» مما كان عليه قبل أيام قليلة، لكن «المفاوضات ما زالت بعيدة عن الوصول إلى خط النهاية».
وتدرس حركة «حماس» مقترحاً للهدنة تلقته من الوسطاء في القاهرة. وأعلنت الحركة، في بيان الثلاثاء، أن «المقترح الجديد لا يُلبي مطالبها». وقالت إنه رغم «حرص الحركة على التوصل إلى اتفاق يضع حداً للعدوان على الفلسطينيين، فإن الموقف (الإسرائيلي) ما زال متعنتاً ولم يستجب لأي من مطالب الفلسطينيين»؛ لكن «حماس» أضافت أن «قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردها حال الانتهاء من ذلك».
ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة العلوم التطبيقية بالأردن، الدكتور عبد الحكيم القرالة، أن «المفاوضات الجارية حالياً تدعو إلى التفاؤل المشوب بالحذر، لا سيما مع استمرار التعنت الإسرائيلي في كثير من الملفات، وعلى رأسها عودة النازحين إلى الشمال وبعض الأمور الشائكة الأخرى». وأضاف القرالة لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوسطاء أرسلوا منذ أيام برسائل إيجابية تدعو للتفاؤل»، مشيراً إلى أن «الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة بهدف إيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين تقوم على ردم فجوة الخلاف والوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة لا تخفي انحيازها ودعمها اللامحدود لإسرائيل، على الأصعدة كافة حتى في الإطار التفاوضي»، مدللاً على ذلك بالمقترح الأميركي الأخير بشأن الهدنة وصفقة «تبادل الأسرى»، حيث «ركز على الجوانب الإنسانية والمساعدات، وتغافل إلى حد كبير تفاصيل وقف إطلاق النار والهدنة والضمانات»، واصفاً المقترح الأميركي بـ«الفضفاض والعمومي».
وطرح الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة اقتراحاً على 3 مراحل، تنص الأولى على هدنة لمدة 6 أسابيع، وفق ما أفاد به مصدر داخل «حماس»، لوكالة الصحافة الفرنسية، بالإضافة إلى «وقف إطلاق النار مدة 6 أسابيع، وينص المقترح على إطلاق سراح 42 محتجزاً إسرائيلياً في مقابل إطلاق سراح من 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول من 400 إلى 500 شاحنة مساعدات غذائية يومياً، وعودة النازحين من شمال غزة»، وفق المصدر.
ورهن القرالة نجاح المفاوضات في الوصول إلى «هدنة طويلة» بـ«إرادة الولايات المتحدة وممارستها ضغوطاً على إسرائيل». وأشار إلى أن «نجاح جولة المفاوضات الأخيرة ممكن في ظل عدد من العوامل والمحددات؛ أبرزها أن الطرفين بحاجة ماسة وملحه للهدنة بعد 6 شهور من الحرب خلفت وراءها كارثة إنسانية وخسائر بشرية ومالية واقتصادية هائلة»، لافتاً إلى أن «(حماس) تريد التخفيف من هول الكارثة على المدنيين، بينما لم تحقق إسرائيل أياً من أهدافها على الأرض، لا سيما إعادة المحتجزين».
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قد قال، مساء الاثنين، إنه «يتعين أن يكون واضحاً أنه على قدر الدبلوماسية المكوكية التي نقوم بها ونظراؤنا، فإننا نأخذ ذلك على محمل الجد، ونريد حقاً إبرام اتفاق الرهائن في أقرب وقت ممكن». ونجحت الوساطة القطرية – المصرية في وقف القتال مدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أطلقت خلاله «حماس» سراح ما يزيد على 100 من المحتجزين لديها، في حين أطلقت إسرائيل سراح نحو ثلاثة أمثال هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين.
عودة إلى القرالة الذي أكد «أهمية الوصول إلى هدنة تؤسس لوقف دائم لإطلاق النار، وفتح أفق سياسي يعيد إحياء عملية السلام والبعد عن العنف الذي قد يجر المنطقة إلى اتساع رقعة الصراع، وهو ما لا تريده واشنطن». ورجح القرالة «إمكانية نجاح الوسطاء في تجاوز النقاط الخلافية كافة، والدفع نحو تقديم شيء من التنازلات البسيطة وليست الجوهرية، خلال الأيام المقبلة ما سوف يُسهم في حلحلة الأمور».
وتطالب «حماس» بوقف نهائي لإطلاق النار، وسحب إسرائيل قواتها من كل أنحاء قطاع غزة، وزيادة تدفق المساعدات، في وقت تقول فيه الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع وعددهم نحو 2.4 مليون شخص يتضورون جوعاً.
وحثت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، حركة «حماس» وإسرائيل على التوصل إلى حل توافقي في المفاوضات الجارية بين الجانبين. وقالت في برلين، الثلاثاء، إن «هناك حاجة ماسة إلى تحقيق انفراجة في المفاوضات غير المباشرة الجارية بين طرفي الصراع في القاهرة». وأضافت: «على الجميع أن يغالب نفسه حتى لو كان ذلك مؤلماً». وأشارت إلى أن «التحديات تقع بشكل خاص في الوقت الحالي على عاتق هؤلاء الذين لا يزال لديهم تأثير في (حماس)»، مؤكدة أنه «يجب في نهاية المطاف إطلاق سراح الرهائن لدى (حماس). بهذا فقط سنتوصل إلى هدنة إنسانية تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار حتى يتوقف الموت أخيراً في غزة وحتى ينتهي أخيراً العنف والمعاناة بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين».
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن «بلاده ستواصل العمل للقضاء على حركة (حماس) في قطاع غزة، بما فيه رفح بجنوب القطاع، ولن يمنعها شيء عن ذلك». وقال نتنياهو، في تصريحات نقلها المتحدث باسم رئيس الوزراء، أوفير جندلمان، عبر منصة «إكس»: «سنستكمل القضاء على كتائب (حماس)، بما في ذلك في رفح. ليست هناك أي قوة في العالم تستطيع أن توقفنا».
ودعا الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، إلى وقف «فوري» لإطلاق النار في غزة، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2728، كما طالبوا بالإفراج عن «جميع الرهائن»، محذّرين إسرائيل من «عواقب خطيرة» لهجوم تعتزم شنّه في رفح.
وأكد القادة الثلاثة في مقالة رأي نشرتها 4 صحف يومية، الثلاثاء، هي «لوموند» الفرنسية، و«واشنطن بوست» الأميركية، و«الرأي» الأردنية، و«الأهرام» «المصرية»، أن «الحرب في غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التي تتسبب فيها يجب أن تنتهي الآن». وأشاروا إلى وجود «حاجة ملحة لزيادة هائلة في تقديم المساعدة الإنسانية وتوزيعها في غزة». كما قالوا: «لم يعد الفلسطينيون في غزة يواجهون مجرد خطر المجاعة، فالمجاعة بدأت بالفعل».
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال هل تشهد مفاوضات الوساطة «حلحلة» خلال عيد الفطر؟
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.