ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (لا أفكر في التتويج بـ«البوندسليغا»… التركيز على ويستهام )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
هل يبقي راتكليف على تن هاغ في مانشستر يونايتد؟
يمكن صياغة السؤال المُلح بالنسبة للسير جيم راتكليف والسير ديف برايلسفورد ببساطة، كالتالي: هل إريك تن هاغ بحاجة للتعاقد مع اثنين أو ثلاثة لاعبين، حتى يتمكن من إعادة مانشستر يونايتد إلى المسار الصحيح، أم أن هناك حاجة للتعاقد مع مدير فني جديد؛ لأن المدير الفني الهولندي هو المسؤول عن ظهور الفريق بهذا الشكل المفكك وخسارة كثير من النقاط، وخصوصاً في الأوقات القاتلة من المباريات، وتراجع أداء ماركوس راشفورد وغيره من اللاعبين المهمين؟
وبينما يقوم راتكليف الذي يُنفذ سياسة كرة القدم في مانشستر يونايتد، ومساعده الأول برايلسفورد، بتقييم ما إذا كان تن هاغ يستحق أن يستمر في قيادة الفريق أم لا، فهناك مجموعة من النقاط التي يتعين عليهما دراستها والنظر إليها بعناية، والتي تشمل الإصابات العديدة التي لحقت باللاعبين، وما حدث لكل من ماسون غرينوود وجادون سانشو، و«مشكلات خارج الملعب» المتعلقة بأنتوني، والمشكلات الهائلة التي ورثاها، بالإضافة إلى العيوب القاتلة في طريقة تعاقد النادي مع اللاعبين الجدد. والرأي السائد هنا هو أن كل ما سبق يجعل الصورة المتعلقة بمستقبل تن هاغ أكثر ضبابية.
لكن الأمر الأكثر وضوحاً هو ما حققه المدير الفني الهولندي الموسم الماضي، عندما لم تكن هناك مشكلات تتعلق بغرينوود وسانشو وأنتوني، ولم تكن الإصابات تمثل مشكلة كبيرة. لقد نجح تن هاغ في ذلك الوقت -رغم القائمة غير المتوازنة للفريق- في وضع حد لستِّ سنوات عجاف من دون الحصول على أي بطولة، وقاد النادي للفوز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ووصل إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، واحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد نجح تن هاغ في تحقيق ذلك، على الرغم من الفوضى العارمة التي ورثها والتي أدت إلى إقالة أولي غونار سولسكاير، وتعيين مدير فني مؤقت هو رالف رانغنيك، الذي أعلن أن النادي بحاجة إلى «جراحة قلب مفتوح»، لينتهي ذلك الموسم باحتلال مانشستر يونايتد للمركز السادس في جدول ترتيب الدوري بفارق 35 نقطة كاملة عن البطل مانشستر سيتي.
وبعد النظر في كل هذه الأمور والنقاط، وقياس مدى أهميتها كعوامل مؤثرة على نتائج ومستوى الفريق، يُمكن لراتكليف وبرايلسفورد أن ينظرا إلى الفريق الذي يحتاج إلى تدعيمات قوية، ويقررا كيف يمكن للاعبين المناسبين أن يساعدوا تن هاغ في مهمته.
ومع ذلك، فإن قواعد الربح والاستدامة تعني أن مانشستر يونايتد لا يمكنه إنفاق كثير من الأموال على تدعيم صفوفه، وبالتالي فربما لن يكون النادي قادراً حتى على تكرار ما حدث الموسم الماضي، عندما أبرم 3 صفقات جديدة تتجاوز قيمة كل منها 40 مليون جنيه إسترليني. لكن إذا كان من الممكن تكرار ذلك، فإن تن هاغ سيضع أولوية للتعاقد مع قلب دفاع ومحور ارتكاز ومهاجم صريح يعرف طريق الشباك. كما يحتاج النادي أيضاً للتعاقد مع حارس مرمى وظهير وجناح. لكن لكي نكون واقعيين، فإن من الضروري تدعيم خط الدفاع الضعيف الذي سمح باستقبال أكثر من 200 تسديدة على مرمى مانشستر يونايتد، وهو أعلى عدد من التسديدات على مرمى أي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفيما يتعلق بمركز قلب دفاع مانشستر يونايتد، فإن ليساندرو مارتينيز، وهاري ماغواير، وفيكتور ليندلوف، وجوني إيفانز ورافائيل فاران، إما يتعرضون للإصابة بشكل متكرر وإما يقدمون أداء غير ثابت بالمرة، أو كلا الأمرين معاً. ومن بين هؤلاء اللاعبين الخمسة، فإن مارتينيز هو الوحيد الذي يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله لتقديم مستويات قوية مع فريق بحجم مانشستر يونايتد؛ لكنه سيغيب عن الملاعب مرة أخرى لمدة 4 أسابيع أو نحو ذلك، بسبب إصابة عضلية. ويأتي ذلك بعد غيابه عن الملاعب لفترات سابقة لمدة شهر، ثم 5 أشهر، ثم شهر بسبب إصابات في القدم والركبة.
وأصبح ماغواير هو الخيار الأول في خط الدفاع بعد فشل النادي في بيعه الصيف الماضي. ومن الغريب حقاً أن يبدأ النادي في الاعتماد على إيفانز البالغ من العمر 36 عاماً! إنه مصاب حالياً، وقد تعاقد معه مانشستر يونايتد في صفقة انتقال حر بعد تجربته خلال الصيف الماضي، وهو ما يعد مؤشراً على الصعوبات المالية التي يواجهها تن هاغ لتدعيم صفوف الفريق. أما فيما يتعلق بفاران وليندلوف، فإن الأول يعاني من مشكلات بدنية واضحة، في حين يفتقر الثاني إلى العدوانية والشراسة والقدرة على الحد من خطورة مهاجمي الفرق المنافسة.
وتضم قائمة المدافعين المرشحين للانضمام لمانشستر يونايتد كلاً من جاراد برانثويت لاعب إيفرتون، وماتياس دي ليخت لاعب بايرن ميونيخ، وليني يورو لاعب ليل الفرنسي. دعونا نلجأ إلى التخيل للحظة، فإذا تم التعاقد مع واحد من هؤلاء المدافعين ولعب إلى جانب مارتينيز وهو جاهز دائماً من الناحية البدنية، في ظل وجود لوك شاو (دعونا نتخيل مرة أخرى أنه جاهز دائماً من الناحية البدنية وغير مصاب) في مركز الظهير الأيسر، وديوغو دالوت في مركز الظهير الأيمن، فستكون هذه إضافة جيدة لخط الدفاع.
وبالانتقال إلى خط الوسط، سنجد أن كاسيميرو قد تقدم في السن، وبالتالي فإن مانشستر يونايتد بحاجة إلى شريك مثالي لكوبي ماينو تكون لديه القدرة على إضافة المهارة والدهاء لخط الوسط، وهي الصفات التي تتوفر في لاعب مثل برونو غيماريش لاعب نيوكاسل على سبيل المثال. كما أن التعاقد مع مهاجم جيد لدعم راسموس هويلوند في الخط الأمامي -جارود بوين لاعب وستهام الذي أحرز 15 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ويمكنه اللعب مهاجماً صريحاً أو جناحاً، على سبيل المثال– يعني أن التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد ستكون على النحو التالي: أونانا في حراسة المرمى؛ ودالوت، ويورو، ومارتينيز، وشو في خط الدفاع؛ وماينو وغيماريش كمحوري ارتكاز؛ وبوين وفرنانديز وغارناتشو في خط الوسط؛ وهويلوند مهاجم صريح.
وسيكون على مقاعد البدلاء لاعبون قادرون على تقديم الإضافة اللازمة وقت الحاجة، مثل راشفورد، وكاسيميرو، وآرون وان بيساكا، وويلي كامبوالا، وسكوت مكتوميناي، وأماد ديالو، وماسون ماونت. وفي ظل وجود الرئيس التنفيذي الجديد، عمر برادة، في منصبه الجديد جنباً إلى جنب مع مدير كرة القدم القادم دان أشورث (يعتمد هذا الأمر على الوصول إلى اتفاق لدفع تعويض لنيوكاسل)، سيشعر راتكليف وبريلسفورد بأن تن هاغ حصل على كل الأدوات التي تمكِّنه من تحقيق النجاح.
وفي ضوء هذا السيناريو، سيكون الأمر متروكاً للمدير الفني الهولندي لكي يُظهر حقاً ما يمكنه القيام به بعد الحصول على كل الأدوات التي يحتاج إليها. لكن وجهة النظر المعاكسة ترى أن راتكليف وبرايلسفورد يحملان تن هاغ مسؤولية جزء كبير أو ربما كل المشكلات التي يعاني منها الفريق؛ خصوصاً أن المدير الفني الهولندي لعب دوراً كبيراً في التعاقد مع كاسيميرو وماونت وأندريه أونانا وأنتوني الذين لم يقدموا المستويات المتوقعة، فضلاً عن ظهور الفريق بشكل مفكك خلال المباريات، وعدم قدرة تن هاغ على إدارة المباريات كما ينبغي، والعقلية الضعيفة التي تسببت في خسارة الفريق لنقاط مهمة للغاية في الصراع، من أجل احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وعلاوة على ذلك، تراجع مستوى راشفورد بشكل كبير، كما تغير موقف تن هاغ بشكل كامل من ماغواير ومكتوميناي، فبعدما عرض اللاعبين للبيع الصيف الماضي أصبح يعتمد عليهما في التشكيلة الأساسية هذا الموسم.
وفي ظل كل هذه العوامل المتشابكة، يمكن أن نلتمس العذر لراتكليف وبريلسفورد إذا وجدا صعوبة كبيرة في تحديد ما هي أفضل طريقة ممكنة للمضي قدماً. قد يشعران بأن الأمور قد أصبحت أكثر وضوحاً في حال فشل الفريق في الفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي (مانشستر يونايتد سيواجه كوفنتري سيتي في الدور نصف النهائي) أو عدم احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وبالمثل، يمكنهما أن يقررا أن تن هاغ الذي يتمتع بخبرة عامين في أكثر مهمة تدريبية صعوبة في كرة القدم الإنجليزية في الوقت الحالي، يمثل أفضل خيار متاح لديهما، وأنه سيكون من الأفضل الإبقاء عليه بدلاً من التعاقد مع مدير فني جديد قد لا يحقق النجاح المطلوب!
* خدمة «الغارديان»
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال لا أفكر في التتويج بـ«البوندسليغا»… التركيز على ويستهام
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.