فلسطينيون يبحثون عن «فرص للنجاة» في المستشفيات المصرية

ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (فلسطينيون يبحثون عن «فرص للنجاة» في المستشفيات المصرية )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.

لا يكاد الشاب الفلسطيني إسماعيل الفجن، المقيم في خان يونس بقطاع غزة، يصدق أنه نجا من جحيم القصف الإسرائيلي المستعر على القطاع، فبصفته مرافقاً لابن شقيقته المصاب خلال القصف العنيف، تمكن من مغادرة القطاع المنكوب مجتازاً معبر رفح ليلتقط أنفاسه في مدينة العريش (عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية) التي فتحت أبوابها لاستقبال عشرات الجرحى والمصابين الغزيين، صباح الأربعاء.

الإصابة الحرجة التي طالت ابن شقيقة الفجن بشظايا بالرأس والظهر منحته أولوية ليكون ضمن الدفعة الأولى من المصابين الذين سيستكملون علاجهم في المستشفيات المصرية بعدما ضاقت عليهم مستشفيات القطاع التي تصارع للبقاء في الخدمة مع استمرار الحظر الإسرائيلي على إمدادها بالوقود اللازم لتشغيلها.

وتزامن عبور الجرحى من غزة إلى العريش مع إجلاء مئات الرعايا الأجانب من مزدوجي الجنسية عبر معبر رفح، إذ سمحت مصر (الأربعاء) بعبور 46 جريحاً بالإضافة إلى مرافقيهم إلى الجانب المصري لتقديم الرعاية الطبية لهم في مستشفيات العريش والشيخ زويد وبئر العبد، كما عبرت صباح (الخميس) 73 شاحنة مساعدات من الجانب المصري إلى معبر العوجة للتفتيش.

ووفق مسؤولين مصريين فإن الجانب الفلسطيني تسلم حتى الآن 272 شاحنة من أصل ما يقارب 400 شاحنة، حيث تعبر الشاحنات إلى معبر «العوجة – نيتسانا» لتفتيشها قبل السماح بدخولها إلى غزة.

وزارة الصحة المصرية تستعد لاستقبال المزيد من الجرحى الغزيين (وزارة الصحة المصرية)

بنبرة متماسكة تُخفي وراءها حسرة على من قضوا فجأة من عائلته، يروي إسماعيل ما حدث لابن شقيقته الذي كان برفقة أبيه وأمه وأشقائه وأعمامه وأخواله قبل أن تباغتهم قنبلة أودت بحياة كل من في البيت بينما نجا هو فقط من هذه المجزرة.

ويضيف إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «توجهت به إلى (مجمع جمال عبد الناصر) الطبي وهو مجهّز بتجهيزات عالية المستوى لكنه يستقبل يومياً مئات الحالات التي تفوق طاقته الاستيعابية، لذا لم يتمكنوا من التعامل مع حالة ابن شقيقتي».

ولتجنب القنابل الإسرائيلية المباغتة، غادر إسماعيل منزله منذ 25 يوماً، حيث ينام في الأراضي الخالية. يقول: «تقصف إسرائيل من 100 إلى 150 منزلاً على رؤوس من فيها من المدنيين».

ووفق مرافقي الجرحى الفلسطينيين فإن «السلطات المصرية تقدم تسهيلات في إجراءات دخول الجرحى ومرافقيهم، إذ لا تقيّدهم بتأشيرة دخول وتسمح بعبورهم حتى من دون اصطحاب جوازات سفر واكتفت بالاطلاع على هوياتهم المحلية والتقارير الطبية الصادرة عن المراكز الطبية الفلسطينية».

أحد الأطفال العابرين من غزة إلى معبر رفح يتلقى لقاحات وفّرتها وزارة الصحة المصرية (وزارة الصحة المصرية)

من جهته، بدا الفلسطيني تامر الدغمة القادم من خان يونس، معجباً بما وجده في مصر من «حسن ضيافة من المجتمع المدني السيناوي، واهتمام طبي» في مستشفى العريش بحالة شقيقه المصاب ممدوح الدغمة.

يقول الدغمة لـ«الشرق الأوسط»: «لم تستغرق المسافة من معبر رفح إلى المستشفى أكثر من نصف ساعة، ولم يقصّر معنا أحد في توفير احتياجاتنا الأساسية، الأمر الذي كان له أثر نفسي طيب على شقيقي المصاب».

وجُرحَ ممدوح الدغمة، الذي يعمل سائقاً، عندما كان يحاول مساعدة أحد المصابين على الطريق قبل أن يصيبه صاروخ من الخلف أدى لبتر ساقه اليمنى وتهتك في العظام وجروح قطعية في الظهر عجز الأطباء في (مجمع ناصر) الطبي عن إيجاد جزء سليم لإجراء جراحة ترقيع لجرح قطعي في ساقه.

ومستشفى العريش الذي يبعد نحو 45 كيلومتراً من معبر رفح هو مستشفى الإحالة الرئيسي، حيث يضم مرافق إنعاش ورعاية مركزة كاملة التجهيز، ومجموعة من الفرق الجراحية لعلاج الإصابات الشديدة، بما في ذلك الحروق الكبيرة.

أما عودة القباني، وهو جريح فلسطيني آخر، قاده قدرُه إلى المرور من أمام بيت استهدفته الغارات الإسرائيلية لتطوله شظايا صاروخ ظلت مستقرة في جسده لنحو ثلاثة أسابيع قبل أن يُنقَل إلى مصر للعلاج رفقة أخيه داود الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «جاء إلى مصر بعد صعوبة علاج شقيقه بمستشفيات غزة، وأشاد بـ«ترحاب المصريين والمشاعر الإيجابية التي منحوها للجرحى ومرافقيهم».

الفلسطيني داود القباني يرافق شقيقه الذي يعالَج في مصر بعد إصابته في غزة (الشرق الأوسط)

وقبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 2023، كان ما يقرب من 100 مريض فلسطيني يحتاجون يومياً إلى الخروج من قطاع غزة للحصول على خدمات الرعاية الصحية المتخصصة بسبب نقص الخدمات الصحية المتخصصة، حسب «منظمة الصحة العالمية».

وأعدت وزارة الإنتاج الحربي المصرية مستشفى ميدانياً لعلاج المصابين الفلسطينيين جراء الحرب في غزة.

ورغم إبلاغ الجانب الفلسطيني عن قائمة تضم 81 جريحاً ومرافقيهم، فإنه وصل 46 فقط منهم حتى الأربعاء، وفق الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري، الذي قال على هامش اجتماع مجلس الوزراء (الخميس) إن المستشفيات المصرية تنتظر وصول باقي الجرحى. مشيراً إلى أنه جرى تحريك أطقم للدعم النفسي للمصابين ومرافقيهم.

وشرح وزير الصحة خطة تقديم الدعم الصحي للجرحى قائلاً: «إنها تتضمن مخطط الاحتياج للخدمات الصحية، ومخططاً لمستشفيات الإحالة والنقاط الطبية، مع جاهزية مستشفيات الإحالة، وخطة الطب الوقائي، مع جاهزية مستشفيات الإحالة بالأمصال والتطعيمات وأكياس الدم، وأيضاً خدمات بميناء رفح البري».

ووفق محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة، فإنه يوجد نحو 750 مواطناً فلسطينياً عالقاً بمدينة العريش، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية: «جرى توفير أماكن لإقامتهم وصرف وجبات غذائية ومتابعة الحالات الصحية لهم، لحين استقرار الأوضاع وعودتهم مرة ثانية لبلدهم».


موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال فلسطينيون يبحثون عن «فرص للنجاة» في المستشفيات المصرية