حرب غزة تُعيد أحاديث السياسة لطاولات المقاهي المصرية

ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (حرب غزة تُعيد أحاديث السياسة لطاولات المقاهي المصرية )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.

أعادت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أحاديث السياسة لطاولات المقاهي المصرية، حيث زاحمت البرامج الإخبارية التي تعرض المستجدات، مباريات كرة القدم التي يحرص رواد المقاهي على مشاهدتها.

فعلى أحد المقاهي الشعبية الشهيرة بحي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة، احتدم نقاش طغت عليه السياسة بصوت مسموع بين اثنين من رواده بشأن الحرب على القطاع، في مشهد مغاير لسجالات كرة القدم التي تشغل بال رواد عموم المقاهي في مصر.

النقاش في هذا المقهى تطرق إلى مشاهد القتل والدمار في غزة، وردود الفعل الغربية مما يحدث للفلسطينيين في القطاع، ليتطرق الحديث عن الهدف من هذه الحرب، والمتسبب فيها، بالإضافة إلى نقاشات حول مخططات التهجير إلى سيناء، وتصفية القضية الفلسطينية.

صاحب المقهى، إبراهيم الديب، قال: «منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اعتدنا على هذه الحوارات بين رواد المقهى، فلا صوت يعلو فوق صوت السياسة والحرب والتهجير». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الفترة الماضية، قلّ الاهتمام بعض الشيء بمتابعة كرة القدم و(برامج التحليل) من قبل رواد المقهى، وباتوا يطلبون التحويل إلى القنوات الإخبارية، في حين لم يكن لدى بعضهم سابق اهتمام بالسياسة».

وليس بعيداً عن هذا المقهى، كان أحد المواطنين يتابع باهتمام أخبار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مقهى آخر ببولاق الدكرور، ولم يفارق لسانه الدعاء: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، حين كان يشاهد صورة أب فلسطيني يحمل ابنه الذي قتلته إحدى الغارات الإسرائيلية.

ويقول أحد العاملين في المقهى: «اعتدنا على هذه الأجواء منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة». ورغم هذا التراجع النسبي في الاهتمام بكرة القدم، فإن موقف اللاعب الدولي ونجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح من الحرب أثار جدلاً بين رواد أحد المقاهي في حي شبرا الشعبي (شمال القاهرة)، إذ انتقده أحدهم بالقول: «إن موقفه باهت من الحرب، ونصرة الفلسطينيين»، بينما جادله آخر بالقول: «إن صلاح لاعب محترف، وكلامه محسوب، وقد يؤثر على مسيرته الاحترافية».

حال رواد المقاهي في بولاق الدكرور وشبرا يكاد ينطبق على مقاهٍ منتشرة في ربوع البلاد، باتت تسيطر عليها النقاشات بشأن حرب غزة. ففي مدينة المحلة الكبرى، شمال مصر، كان عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، أحمد بلال، من بين رواد أحد المقاهي يتابع أخبار ما يجري في فلسطين، حيث انعكست الأحداث الجارية في غزة على النقاشات التي أجراها معه رواد المقهى.

ويقول بلال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك اهتمام مستمر بالسياسة والقضية الفلسطينية، ولم يكن النقاش مطروحاً بين رواد المقاهي من قبل، حيث كان يشغلهم الحديث عن الأسعار. لكن الآن ما يحدث في غزة يشغل الجميع».

باتت البرامج الإخبارية تحتل مكانة لدى مرتادي المقاهي المصرية (الشرق الأوسط)

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، عكست صفحات التواصل الاجتماعي المصرية هذا الاهتمام من جانب رواد بعض المقاهي، ووصلت إلى إطلاق أحدها حملة تبرعات بين زبائنها لمساندة أهالي غزة، وتداولت أيضاً بعض الصفحات صوراً لمقاهٍ رفضت تقديم منتجات أميركية التزاماً بدعوات للمقاطعة. وفي تعليق عبر منصة «إكس»، لاحظ أحد المدونين حرص المقاهي والمحلات على متابعة القنوات الإخبارية، وقال إن «كلام الناس في المواصلات والشارع في كل مكان عن غزة وأهلها».

ورأت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، أنه من المنطقي «تراجع الاهتمام بالمباريات مقابل قضية تمس الوعي القومي لملايين المصريين».

الشيء ذاته أكد عليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال إن «عودة أحاديث السياسة للمقاهي المصرية ومختلف المنتديات، أمر طبيعي، بسبب تفاعل المصريين مع الأحداث في غزة، التي تمس أمن بلادهم القومي بشكل مباشر».




موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال حرب غزة تُعيد أحاديث السياسة لطاولات المقاهي المصرية