بدء إنتاج العرض الأوبرالي السعودي «زرقاء اليمامة»

أعلنت «هيئة المسرح والفنون الأدائية» السعودية بدء عمليات إنتاج العرض الأوبرالي السعودي الأول والأضخم عربياً «زرقاء اليمامة»، برعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، وذلك في حفل أقيم بقاعة «جولد سميث» بالعاصمة البريطانية لندن، بحضور جمع من المهتمين، والمشاركين في الإنتاج من المبدعين السعوديين والعالميين.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، إن الثقافة السعودية تحظى بتشجيع ودعم وتمكين غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، «مما خلق حراكاً غير مسبوق بمختلف قطاعاتها التي تمدُّ جسورها الثقافية مع العالم، وتعكس إرثنا وهويتنا الراسخة والعريقة».

وأوضح أن الثقافة والفنون تبرزان بصفتيهما ركيزة أساسية في «رؤية 2030»، منوّهاً بأن الوزارة تعمل على ازدهار المملكة بمختلف ألوان الثقافة لتثري فيها نمط حياة الفرد، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وتشجع الحوار الثقافي مع العالم.

وأشار وزير الثقافة السعودي إلى أن مشروع أوبرا «زرقاء اليمامة» وغيره من المشاريع ترجمة للرؤية الطَّموح، داعياً إلى زيارة السعودية؛ للتعرف على ثقافتها وفنونها، وحضور العمل الفني في الرياض، حيث سينطلق منها منتصف شهر أبريل (نيسان) المقبل، ويمتد إلى عروض محلية ودولية متعددة.

وكشف الحفل عن تفاصيل الإنتاج الأوبرالي الفريد من نوعه، وسرد الأبعاد التاريخية للقصة، كما تضمن عرضاً موسيقياً قدّمه إيفان فوكسيفيتش، الرئيس التنفيذي لشركة «الأوبرا العربية»، فضلاً عن مشاركة للسوبرانو العالمية سارة كونولي، التي ستُؤدي دور «زرقاء اليمامة».

وتتناول قصة «زرقاء اليمامة» الشخصية الشهيرة في تاريخ العرب خلال عصر ما قبل الإسلام، ذات العينين الزرقاوين، التي تمتلك قدرة فريدة تُمكّنها من الرؤية من مسافاتٍ بعيدةٍ، وستظهر في مزيجٍ فريدٍ يجمع بين العناصر الموسيقية العربية والغربية بشكلٍ لم يسبق استكشافه في عالم الأوبرا حتى اليوم، ويشكّل إضافةً ثمينةً للمخزون الثقافي العالمي.

وكتب الشاعر والكاتب والناقد المسرحي السعودي صالح زمانان النص الأصلي للعمل، فيما ألّف الملحّنُ العالمي الشهير لي برادشو، مقطوعته الأوبرالية، مستوحياً في تركيبها عناصرَ من الموسيقى العربية، والتراث السعودي، والأساليب الموجودة في المقطوعات العالمية مثل موزارت، وفيردي، وبوتشيني.

وتقود السوبرانو كونولي جوقةً من المغنين بدور زرقاء اليمامة، فيما تَجمَع قائمتهم الرئيسية تسعَ مواهب سعودية، من بينهم أسماء بارزة في المشهد الموسيقي، هم خيران الزهراني، وسوسن البهيتي، وريماز العقبي، حيث يتشاركون خشبة المسرح مع نخب عالمية، أبرزهم كليف بايلي، وإميليا وورزون، وسيرينا فارنوتشي، وبارايد كاتالدو، وجورج فون بيرغن.

وتُؤدي «أوركسترا دريسدنر سينفونيكر» المقطوعات الموسيقية، وترافقها جوقة الفيلهارموني التشيكية، بينما تُصمّم جيوفانا بوزي وفريقها أزياء تعكس روح الأوبرا، والجماليات البصرية لعصر ما قبل الإسلام. ويتولى المخرج دانييل فينزي باسكا مهمة تنظيم العرض، وابتكار مشاهد ساحرة تُجسّد واقع القصة، وتنقل الجمهور إلى سحر أجواء الجزيرة العربية القديمة.