إسرائيل تشن عمليات دهم في الضفة الغربية

واصل الجيش الإسرائيلي حملة القمع في الضفة الغربية، فاقتحم مناطق عديدة اليوم السبت، وداهم منازل ومحال تجارية، واعتقل فلسطينيين، وخرّب بنية تحتية.

واقتحم جيش الاحتلال مدينة ومخيم جنين، شمال الضفة الغربية، قبل أن تنفجر اشتباكات مسلحة واسعة داهمت خلالها القوات الإسرائيلية عدة بنايات ومنازل في المدينة والمخيم، ودمرت محتوياتها، ثم أحرقت أحد المقاهي بعد إلقاء عبوات حارقة بداخله. كما اقتحم الجيش مدينة أريحا ومخيمي عين السلطان وعقبة جبر، ثم اقتحم مخيم الدهيشة قرب مدينة بيت لحم، ودهم عدداً من المنازل في المخيم، وعبث في محتوياتها، ونفّذ اعتقالات.

وتقتحم إسرائيل المخيمات في الضفة بشكل يومي، وتقتل وتعتقل فلسطينيين وتدمر بنى تحتية هناك بشكل غير مسبوق.

ولا تقتصر الاقتحامات على المخيمات، بل تطول كل المناطق.

واقتحم الجيش قرية دير أبو مشعل شمال غربي رام الله، وأصاب شابين بالرصاص الحي، خلال مواجهات.

وقالت «وكالة الأنباء الفلسطينية» الرسمية إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وتمركزت في المنطقة الغربية منها، ودهمت عدداً من المنازل، وأحد المحال التجارية، وفتشتها.

كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة الخليل، وجابت عدداً من شوارعها وأحيائها، دون التبليغ عن اعتقالات. كذلك اقتحم الجنود بلدة بيتا وقرية قريوت جنوب نابلس، وبلدة يطا جنوب الخليل.

وتشهد الضفة توترات كبيرة منذ نحو عامين، لكن إسرائيل صعّدت وفرضت أجواء حرب على الفلسطينيين، منذ هجوم «حماس» على غلاف غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وراحت إلى جانب القتل تنفّذ حملات اعتقال ضخمة.

وقالت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» إن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت، السبت، اعتقال الفلسطينيين، بمن في ذلك الأطفال.

وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 4600 فلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي، ويشمل ذلك مَن جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتُجِزوا رهائن.

واتهم الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» في الضفة الغربية سواء «من قبل جيش الاحتلال، أو المستعمرين الإرهابيين».

وحذّر أبو ردينة السبت من استمرار إسرائيل في «التوسع الاستعماري غير الشرعي، في الضفة الغربية، المنافي للقانون الدولي».

وكانت إسرائيل سيطرت على مزيد من الأراضي في الضفة منذ السابع من أكتوبر، في رام الله وبيت لحم والقدس، لأغراض قال الفلسطينيون إنها تهدف إلى توسيع المستوطنات في هذه المناطق.

وقال «منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان» في جنوب الضفة الغربية، راتب الجبور، إن عمليات الاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي المواطنين، جنوب الخليل، من قبل مستوطني مستوطنة «بيت حجاي»، لا تزال مستمرة. وأضاف الجبور: «عمليات الاستيلاء على الأراضي، وهي مملوكة لعائلات الطوباسي، أبو سنينة والهرش، تتم في ساعات الليل المتأخر، حيث يقوم المستوطنون باستحداث شوارع في محيط المستوطنة (بيت حجاي)، باتجاه مناطق الجنوب».

وحذّر الجبور من مخطط توسعة المستوطنة، وربطها مع المستوطنات جنوب الخليل، من خلال شق شوارع استيطانية بين هذه المستوطنات.