أيام حافلة بألوان من الفنون الأدائية والأهازيج الجبلية في مهرجان قمم الدولي

تتواصل البهجة في 8 مواقع من منطقة عسير، التي تزينها ألوان وألحان محلية وعالمية من الفنون الأدائية من مختلف الثقافات وذلك ضمن مهرجان قمم الدولي، الذي يأخذ زواره في رحلة فنية ومعرفية مدهشة، يتخللها ندوات وورش عمل ملهمة تعكس المشهد الثقافي للفنون الأدائية الجبلية حول العالم.

‏تناغم وأداءٌ ساحر في لوحات فنية مكتملة، يقدمها ممثلو الثقافات العالمية وسط دهشة الجمهور، فما بين أداء مبهر لفن ياو الصيني على إيقاعات الطبول البرونزية، ‏وإيقاعات مميزة لفن الجوبي العراقي، يسافر الحضور عبر إيقاعات لياسجي الفنية إلى أوزبكستان، ‏قبل أن تعيدهم عروض فن الرازف الجبلي السعودي بأهازيجه الممتعة وإيقاعاته الشعرية العذبة إلى مكانهم مرة أخرى.

‏وإلى جانب العروض الأدائية الثقافية لأكثر من 25 دولة تندلع على هامش المهرجان نقاشات ثرية فكرية وثقافية متنوعة تتناول الفلكلور الشعبي الجبلي ورمزيته ودلالاته، يثريها ضيوف ومتخصصون من مختلف دول العالم، ‏تبحث العلاقة الأثيرة بين الفنون الأدائية ومختلف اهتمامات الأنثربولوجيا وعن ارتباط الفنون الأدائية بحياة الإنسان ضمن ندوات المهرجان.

منصة للتراث وتقاليد الشعوب

وأطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية (السبت)، فعاليات مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية في دورته الثالثة، الذي يستمر حتى 27 من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، في 8 مواقع أثرية بمنطقة عسير.

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، إنَّ مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية الثالث هو امتدادٌ للنجاحات التي حققتها النسختان السابقتان، مؤكداً أنَّ النسخة الحالية أضافت 15 فرقة أدائية؛ منها 4 فرق سعودية، و11 فرقة عالمية، فضلاً عن إضافة 8 ألوان جبلية، ليصبح المجموع 40 لوناً جبليّاً بدلاً من 32 لوناً جبليّاً كانت في العام الماضي؛ وذلك بهدف تعزيز الموروث الثقافي السعودي، وتعريف الحضور بالإرث الأدائي العالمي.

وأفاد البازعي أنَّ المهرجان يشهد تطوراً في فعالياته؛ فقد أتاح لضيوفه الاستمتاع بمشاهدة العروض المسرحية والأدائية المحلية والعالمية، والفعاليات المصاحبة في المواقع الثمانية التي تشمل بسطة القابل، وقلعة شمسان، وقرية بن عضوان التاريخية، وقصر مالك التاريخي، وقصور آل مشيط، وقصور آل أبو سراح، وقلاع أبو نقطة المتحمي، وقرية بن حمسان.

وبيَّن الرئيس التنفيذي للهيئة أنَّ المهرجان يتضمَّن باقة من التفعيلات الثقافية في تلك المواقع التي تبرز المكنونات التاريخية للمنطقة، والفنون الأدائية التقليدية التي يؤديها الأهالي في احتفالاتهم، إضافة إلى المتاجر التي تمتهن بيع التحف والهدايا، ومناطق تقديم الأطعمة المحليّة، والاستراحات، ومنصات الفن، فضلاً عن الأنشطة المتنوعة للأطفال، وغيرها من الخدمات الإرشادية التي تسهّل وصول الزوار إلى مواقع الفعاليات.

عروض ثقافية وجهود علمية

وبدأ المهرجان فعالياته بمسيرة كرنفالية أُقيمت على طريق الأمير سلطان بخميس مشيط، بمشاركة 20 فرقة سعودية، و25 فرقة عالمية؛ أدوا خلالها 40 لوناً جبليّاً بأزيائها. وشهد حفل الافتتاح الذي أُقيم على مسرح جامعة الملك خالد في أبها حفلاً فنياً ذا طابع جبلي، شاركت فيه فرق أدائية بألوان فنونها المحلية؛ لاقت ترحيباً من الجمهور الحاضر.

ويُعد مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية حدثاً سنوياً تُنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في منطقة عسير؛ لتُعرف من خلاله المجتمع المحلي والسيّاح بعراقة الفنون الأدائية الجبلية محلياً ودولياً، وترفع مستوى الوعي بقطاع المسرح والفنون الأدائية باعتباره أحد القطاعات الثقافية الحيوية، وخلق فرص وظيفية للمواهب المحلية من أبناء المنطقة، وتعزيز حضور الفنون الأدائية للمملكة على المستويين المحلي والعالمي، كما يعكس حرص الهيئة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفِه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».

ويواصل المهرجان جهوده العلمية والمعرفية التي دشنها في الدورة الأولى، والتي تتمحور حول تحليل وقراءة فلسفات الفنون الشعبية الجبلية، ورفع مستوى الوعي بالفنون الأدائية، والتعريف بتاريخها، وأساليبها، وكيفية أدائها، ودورها في تقارب الشعوب، ويقدم برنامجاً ثقافياً لزواره متضمناً ندوات وجلسات حوارية وورش عمل تعليمية، يشارك بها نخبة من المتحدثين لمناقشة الفنون الأدائية الفلكلورية التي ترتبط بالجبل موسيقياً وحركياً.