ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (أكانجي مدافع سيتي يثق في قدرة الفريق على حسم ديربي مانشستر )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
على راتكليف أن يسأل نفسه… هل تن هاغ هو الرجل المناسب إذا أراد إصلاح مانشستر يونايتد؟
من المعروف أن اليأس يولد دائما الرغبة في العثور على مُخَلِّص. ومع مرور الوقت ورحيل السير أليكس فيرغسون وسط وداع مُظفّر في ملعب «أولد ترافورد» بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة عشرة، غابت البطولات عن مانشستر يونايتد وأصبح النادي في حاجة ملحة إلى من يعيده إلى المسار الصحيح.
ومع كل وصول جديد، يكون هناك أمل في أن يكون هذا هو الرجل المناسب والقادر على الوصول بالنادي إلى بر الأمان: أن يحقق جوزيه مورينيو النجاح لأنه سبق أن فاز بالكثير من البطولات والألقاب في الماضي؛ وأن أولي غونار سولسكاير سيفعل ذلك من خلال الحنين إلى الماضي بعدما قاد النادي لمنصات التتويج وهو لاعب؛ وأن جادون سانشو سيفعل ذلك لأنه لاعب شاب واعد يمتلك قدرات فنية كبيرة؛ وأن كريستيانو رونالدو سيفعل ذلك بفضل خبراته الهائلة؛ وأن أندريه أونانا سيفعل ذلك لأنه يجيد اللعب بقدميه ويستطيع بناء الهجمات من الخلف!
لكن الحقيقة هي أن الأمر لا يتعلق بالأفراد، مهما كانوا موهوبين. ففي ظل التعقيد الذي تتسم به كرة القدم الحديثة، لا يملك أي شخص عصا سحرية تمكنه من إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. لقد انتهى عصر المُخَلِّص (على الرغم من أن أنغي بوستيكوغلو ربما يقوم بهذا الدور مع توتنهام الآن). كانت هناك فترة بدا فيها أن برونو فرنانديز سوف ينجح في قيادة الفريق لتحقيق أهدافه وسيكون المحرك الأساسي لهذا الفريق الذي تم تجميعه بشكل فوضوي.
وخلال الموسم الماضي، أعطى كاسيميرو انطباعا – لبعض الوقت – بأن مانشستر يونايتد قادر على تحقيق أهدافه. لكن الأمر برمته يتعلق في نهاية المطاف بالأنظمة المتبعة والثقافات السائدة داخل النادي، ولا يمكن للأفراد أن يقفوا ضد ذلك لفترة طويلة. ولهذا السبب يبدو استثمار السير جيم راتكليف في غاية الأهمية. فللمرة الأولى منذ استحواذ عائلة غليزر الأميركية على النادي في عام 2005، هناك فرصة واقعية للقيام بتغيير هيكلي حقيقي، لا سيما أن هناك استعدادا لإسناد الجوانب الرياضية لراتكليف، وهو ما يعد بمثابة اعتراف ضمني بأن النادي لا يعمل حاليا بالشكل الصحيح.
من المؤكد أن مانشستر يونايتد يجيد تماما إيجاد شراكات تجارية، من خلال علاقاته القوية في جميع أنحاء العالم. لكن ملعب «أولد ترافورد» بحاجة إلى التجديد، ولم تعد أكاديمية الناشئين بالنادي تمد الفريق الأول بالكثير من اللاعبين الموهوبين كما كان الأمر في السابق، بالإضافة إلى أن التعاقدات تتم بشكل عشوائي ودون وجود خطة واضحة ومدروسة جيدا.
ويجب التأكيد هنا على أن إدارة النادي تتجاوز بكثير مجرد إبرام صفقات جيدة، لكن من المؤكد أيضا أن الصفقات الجيدة تعد مقياسا مهما ومفيدا للغاية للطريقة التي تسير بها الأمور داخل النادي. لا أحد يتوقع أن يكون مانشستر يونايتد مثل برايتون في هذا الصدد، فبرايتون يتعاقد مع لاعبين مغمورين أو صغار في السن بمقابل مادي زهيد ويعمل على تطويرهم ثم يبيعهم بمقابل مادي أكبر بكثير بعد ذلك، أما مانشستر يونايتد – الذي لا يزال يحظى بمكانة كبيرة وموارد مالية هائلة – فيجب أن يكون هو الوجهة النهائية للنجوم الذين أثبتوا نجاحهم في أماكن أخرى والمكان الذي يصلون فيه إلى قمة عطائهم الكروي.
لكن لا يزال من المفيد أن نتساءل عن الأسباب التي تجعل مانشستر يونايتد يحقق مكاسب مالية من بيع خمسة لاعبين فقط منذ رحيل السير أليكس فيرغسون عن النادي، وكان آخرهم دان جيمس. ومع ذلك، سيكون من الصعب القول بأن جيمس، أو أيا من اللاعبين الأربعة الآخرين – ألكسندر بوتنر، ودالي بليند، وخافي هيرنانديز، وكريس سمولينغ – تحسنوا بشكل ملحوظ في ملعب «أولد ترافورد».
لقد تحول مانشستر يونايتد إلى مكان يتراجع فيه مستوى اللاعبين الجدد، وهو ما يؤدي إلى عدم استمرار اللاعبين لفترات طويلة. لقد كان كاسيميرو ورافائيل فاران، على سبيل المثال، يلعبان في أعلى المستويات، ولا يمكن القول إن مانشستر يونايتد قد أخطأ في التعاقد مع أي منهما، لكنهما خلقا مشكلة كبيرة في مانشستر يونايتد، لأنهما في الثلاثينات من عمريهما ويحصلان على رواتب عالية كبيرة جدا ولم يعودا قادرين على تقديم المستويات الكبيرة التي كانا يقدمانها في السابق مع ريال مدريد.
من الواضح للجميع أن هناك فشلا كبيرا في التعاقدات الجديدة منذ فترة طويلة، وهو الأمر الذي يعكس عمق هذه المشكلة: فالأمر لا يتعلق بوجود لاعب أو اثنين يفسدان الأجواء داخل غرفة خلع الملابس ويجب التخلص منهما، أو بالتعاقد مع مدير فني غير جيد أو غير مناسب، لكن الأمر يتعلق بالثقافة السائدة داخل المكان ككل. وبالتالي، إذا كان مانشستر يونايتد يسعى حقا لتحقيق النجاح مرة أخرى، فيتعين على راتكليف أن يعمل على تغيير هذه الثقافة – ولهذا السبب فإن حديثه عن النهج «الشمولي» (نفس الكلمة التي استخدمها مانشستر سيتي في تبرير إقالته لروبرتو مانشيني في عام 2013) يجب أن يكون مشجعاً.
ومن الغريب أن هذه هي ثقافة مانشستر يونايتد بالفعل، فتاريخ النادي عبارة عن ثلاث فترات من النجاح الشديد وسط عقود من ضعف الإنجازات. يعد مانشستر يونايتد هو النادي الأكثر نجاحاً في تاريخ الدوري الإنجليزي برصيد 20 بطولة، لكنه فاز بكل هذه البطولات تحت قيادة ثلاثة مديرين فنيين فقط. وكانت المدة الزمنية بين لقب الدوري الأخير تحت قيادة إرنست مانغنال واللقب الأول تحت قيادة السير مات بيسبي 41 عاماً (أو 31 موسماً، نظراً عدم إقامة المسابقة لعشر سنوات بسبب الحربين العالميتين الأولى والثانية). وكان هناك 26 عاماً بين لقب الدوري الأخير تحت قيادة بيسبي واللقب الأول تحت قيادة فيرغسون.
والآن، مرت بالفعل 10 سنوات منذ آخر بطولة دوري حصل عليها مانشستر يونايتد تحت قيادة السير أليكس فيرغسون. كان الافتراض آنذاك هو أن طبيعة كرة القدم الحديثة، التي تتراكم فيها الثروات حول الأثرياء، ستضمن استمرار نجاح مانشستر يونايتد، لكن النادي فشل في أن يكون منافسا حقيقيا على اللقب على مدار العقد الماضي. يعود السبب في ذلك جزئيا إلى التفوق المستمر لمانشستر سيتي، لكنه يعكس أيضا حجم الفشل الكبير في مانشستر يونايتد.
لكن ما لم يتضح حتى الآن هو: ما الذي سيشتريه راتكليف بمبلغ 1.3 مليار جنيه إسترليني؟ وما الصلاحيات التي سيحصل عليها، في ظل استمرار سيطرة عائلة غليزر الأميركية على مجلس الإدارة؟ وهل سيكون قادراً على إجراء الإصلاح الشامل الذي يعدّ ضرورياً بشكل واضح؟ وكم من الوقت سيستغرقه هذا الأمر؟ لقد استغرق الأمر من بيسبي ست سنوات لكي يتمكن من غرس أفكاره داخل النادي والفوز بأول لقب للدوري. واستغرق الأمر من فيرغسون سبع سنوات كاملة لكي يفعل ذلك. كلما زاد حجم النادي، أصبح التغيير أكثر صعوبة، خاصة عندما يكون هناك قصور في كثير من الأمور.
في نهاية الموسم الماضي، بدا الأمر وكأن إريك تن هاغ هو الرجل الذي سيقود ثورة التغيير داخل مانشستر يونايتد. لقد تخلى عن خدمات كريستيانو رونالدو، وبدا أنه يتمتع بقوة الشخصية التي تمكنه من فرض رؤيته. لكن بعد مرور شهرين من هذا الموسم، يقدم الفريق مستويات سيئة للغاية، وهو الأمر الذي يطرح المزيد من الأسئلة الجوهرية، لعل أبرزها هو ما يتعلق بموقفه من قضية ميسون غرينوود، وعدد اللاعبين الذين تعاقد معهم مانشستر يونايتد من الدوري الهولندي الممتاز، وتأثير وكالة «إس إي جي» الهولندية التي تمثله!
لقد سبق وأن عمل تن هاغ مع كل من أونانا وأنتوني وليساندرو مارتينيز، ووافق – وربما طالب – على التعاقد معهم. ومن المؤكد أن كل أداء سيئ من هؤلاء اللاعبين ينعكس بشكل سيئ عليه هو شخصيا. والأسوأ من ذلك أنه بدأ يظهر وكأنه يعمل تحت ضغط كبير، فبعد أن كان يتصرف ببرود وثقة الموسم الماضي، أصبح يبحث عن أعذار للفشل خلال الموسم الحالي.
يبدو أن منصب تن هاغ ليس مهددا بشكل فوري، لكن إذا كان راتكليف يتمتع بنفوذ حقيقي، فإن أحد أول الأشياء التي يتعين عليه القيام بها هو أن يسأل نفسه: هل تن هاغ هو المدير الفني القادر على قيادة النادي نحو مستقبل أكثر إشراقاً؟ ربما لا يكون هذا الحكم مبنياً على تقييم موضوعي بقدر ما هو مبني على الشعور بالحاجة إلى التضحية مع بداية عصر جديد! لكن المدير الفني دائما ما يكون هو الرمز الأكثر وضوحاً للقيادة، وهو الجانب الذي شهد فشلا ذريعا منذ رحيل السير أليكس فيرغسون. وباستثناء الصفقات التجارية، فقد فشل مانشستر يونايتد في كل جانب من الجوانب الأخرى!
* خدمة «الغارديان»
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال أكانجي مدافع سيتي يثق في قدرة الفريق على حسم ديربي مانشستر
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.