«فيلماثون» ينهي رحلته بابتكارات تدعم صناعة الأفلام وتسهّل مهمة الإبداع

في أجواء حماسية ريادية، اختتم الحدث الأول من نوعه في قطاع صناعة الأفلام السعودية، بإعلان الفائزين في ‏ هاكاثون «مبادرة فيلماثون»⁩، الذي استمر أياماً من التنافس والابتكارات الواعدة بمشاركة خبراء في المجال، رسمت الطريق نحو بناء مجتمع تقني مزدهر، وتعزيز البحث والابتكار في صناعة الأفلام.

واتخذ روّاد ومبادرون في أبواب التقنية والمبتكرين من «مبادرة فيلماثون» منصة وفرصة لإطلاق العنان لأفكارهم وابتكاراتهم في معالجة تحديات تقنية وفنية تواجه صناعة الأفلام، وتطوير بيئة عمل حيوية لمواجهة التحدّيات التقنية في مجال صناعة الأفلام وتعزيز الابتكار.

وشهد ختام رحلة «مبادرة فيلماثون» تتويج الفائزين بالمراكز الأولى، في مساري بناء مواقع تصوير أفلام رقمية ثلاثية الأبعاد، مدعومة بالذكاء الاصطناعي في الميتافيرس، ومسار تطوير حلول رقمية لتمكين قطاع صناعة الأفلام، بجوائز مالية تتجاوز نصف مليون ريال، تنافس عليها 40 فريقاً تشاركوا في المحطة الأخيرة من رحلة المبادرة، حيث رشحت هيئة الأفلام 126 مشاركاً من المتقدمين في «مبادرة فيلماثون» من أصل 1154 متقدماً إلى المبادرة، وعاشت الفرق المشاركة رحلة تقنية شيقة بريادة خبراء محليين وعالميين، عملوا خلالها على تطوير حلول تقنية أولية تساهم في صناعة الأفلام.

بيئة مشجعة للإبداع

وقال مشاركون في المبادرة: إن «فيلماثون» وضعتهم في أجواء مشجعة على الإبداع وابتكار حلول ريادية، لمعالجة تحديات فنية وتقنية تواجه الصناعة الإبداعية للأفلام، مشيرين إلى ثراء التجربة وأهميتها في صقل مهاراتهم وتوجيه اهتمامهم إلى تطوير تقنيات مبتكرة في الصناعة.

وقالت رنيم جهتاي المشاركة في مسار الميتافيرس ضمن «مبادرة فيلماثون»: إن مشروعها يركز على استخدام تقنيات متقدمة، وأدوات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الزمن داخل الصناعة الفلمية، وأضافت: «تعلمنا أشياء جديدة وريادية في البرمجيات المتعلقة بالصناعة، وكانت التجربة جميلة ومثرية لكل الفرق المشاركة».

من جهته، قال نواف الدوهان، المشارك في مسار الرقمنة: إن مشروعه موجّه إلى المستخدم والمستهلك النهائي للفيلم، بحيث يمنحه فرصة نادرة لرؤية الفيلم بمشاهد مختلفة في حال قرر إعادة مشاهدة الفيلم الذي انتهى منه، في حين قال عبد الله الأحمري، المشارك في مسار الميتافيرس: إن تجربته ركزت على جمع الكثير من الأدوات المختلفة، لصناعة فيلم قصير جداً يمكن إنتاجه في غضون بضع دقائق. أما مبارك مبارك، وهو أحد المشاركين في مسار الرقمنة، فقال: إن المبادرة «وضعتنا في ظروف معينة تشجع على ابتكار أفكار وحلول إبداعية، وهو الجو العام الذي كان يخيّم على المبادرة عموماً».

تحول في قطاع الأفلام السعودي

ويشهد قطاع الأفلام السعودي حراكاً مفعماً بالمبادرات الواعدة والتوقّعات المرتفعة بشأن مستقبل الإنتاج وانخراط أفراد ومؤسّسات سعودية فيه، في حين تقود «هيئة الأفلام» جهوداً حثيثة لتسليط الضوء على الدور الاقتصادي المتزايد في صناعة الأفلام بالمملكة، واستضافة نُخبة من صنّاعها، والمنتجين العالميين؛ لتعزيز تبادل الخبرات مع نظرائهم السعوديين، لدعم الصناعة وتلبية طموحات المبدعين في الإنتاج، مع استقطاب السعودية اهتماماً دولياً متزايداً بقدراتها في قطاع الأفلام.

ففي مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، احتضنت مدينة الرياض أعمال النسخة الأولى من «منتدى الأفلام السعودي»، بمشاركة نخبة من أبرز صانعِي الأفلام الدوليين، وقال مشاركون في جلسات المنتدى التي تناولت فرص القطاع واستشراف مستقبل إنتاج الأفلام: إن السعودية في ظل الدعم غير المسبوق الذي يشهده قطاع الأفلام، لديها فرصة مهمة لنقل قصتها، وعكس التحولات الإيجابية التي تشهدها، إلى العالم سينمائياً، بوصف السينما لغة عالمية مشتركة وذات تأثير واسع لا يضاهى في بناء الصور الإيجابية عن المجتمعات.

وتأتي «مبادرة فيلماثون»، إحدى مبادرات هيئة الأفلام لدعم الحراك السينمائي في المملكة، حيث تهدف إلى دعم نمو صناعة الأفلام وتحفيز إنتاج وتطوير تقنيات مبتكرة في الصناعة، وصقل المهارات التقنية والإبداعية؛ باستقطاب المواهب التقنية على المستويين المحلي والعالمي لصناعة الأفلام، وتمكينهم من تصميم وتطوير منتجات ومفاهيم تقنية أولية تساهم في حل عدد من تحديات صناعة الأفلام في المملكة؛ وقدمت المبادرة برنامجاً تدريبياً مكثفاً يشمل معسكراً تدريبياً افتراضياً، وهاكاثون حضورياً، لتصميم وتطوير المنتجات التقنية الأولية التي تساهم في تطوير صناعة الأفلام محلياً.