محاولة أخيرة لتدارك انهيار العلاقات بين إسلام آباد وكابل

ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (محاولة أخيرة لتدارك انهيار العلاقات بين إسلام آباد وكابل )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.

دخلت باكستان وحركة «طالبان» الأفغانية في مفاوضات سياسية مكثفة منذ الأسبوع الماضي، وسط موجة إرهاب متزايدة في المناطق الحدودية الباكستانية ـ الأفغانية.

وفي أحدث هجوم إرهابي، قُتل 5 رجال شرطة كانوا يحرسون فريق التطعيم ضد شلل الأطفال في انفجار قنبلة بمنطقة باجور، على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية، حيث تنظم الحكومة الباكستانية حملة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في أجزاء من البلاد؛ وهو ما تعارضه «طالبان» لأسباب دينية.

عامل صحي يعطي قطرات لقاح شلل الأطفال لطفل خلال حملة التطعيم «من الباب إلى الباب» في بيشاور بباكستان (إ.ب.أ)

وذكرت قناة «جيو» الباكستانية أن رئيس شرطة المنطقة، محمد عمران، قال إن مسلحين فتحوا النيران على الحافلة وسيارة في منطقة سادا؛ مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص. وأضاف عمران أن القتلى هم: اثنان من أفراد القوات الأمنية، وسائق، وسيدة، مضيفاً أن الشرطة بدأت عملية مطاردة لإلقاء القبض على المهاجمين، في حين شُددت الإجراءات الأمنية في المنطقة.

وعُرقلت جهود القضاء على هذا المرض بسبب نظريات مؤامرة نشرها اليمين الديني المتطرف؛ تقول إن برامج التطعيم جزء من مؤامرة غربية لتعقيم المسلمين، فيما تفيد نظرية مؤامرة أخرى بأن اللقاحات تحوي دهون خنزير؛ وبالتالي فهي محرمة على المسلمين.

وباكستان وأفغانستان هما الدولتان الوحيدتان اللتان ما زال شلل الأطفال متوطناً فيهما. وهو مرض شديد العدوى يمكن أن يسبب في غضون ساعات شللًا لا يمكن علاجه. وأطلقت باكستان، الاثنين، حملة تلقيح لمدة أسبوع لتحصين 44 مليون طفل في جميع أنحاء البلاد.

رجل الدين الباكستاني ورئيس «جماعة علماء الإسلام» مولانا فضل الرحمن (يسار) مع الجانب الأفغاني بالعاصمة الأفغانية كابل (إكس)

في غضون ذلك، يزور وفد رفيع المستوى من حركة «طالبان» الأفغانية إسلام آباد لإجراء محادثات مع مسؤولين مدنيين وعسكريين باكستانيين لتخفيف حالة التوتر السائدة بين البلدين.

لقاءات فضل الرحمن المسؤول الباكستاني في العاصمة كابل (متداولة)

ومن المتوقع عقد جلسة محادثات رسمية بين «طالبان» بقيادة الملا شيرين أخوند، ورئيس «جمعية علماء باكستان» مولانا فضل الرحمن، وذلك في وجود قيادة «طالبان» بأكملها، في كابل. ومن المتوقع عند عودته أن يطلع المسؤولين الباكستانيين على ما دار خلال الزيارة.

يذكر أن دبلوماسيين باكستانيين بدأوا زيارات إلى كابل منذ أغسطس (آب) 2021، لكنهم لم يلمسوا تغييراً في موقف «طالبان» تجاه حركة «تحريك طالبان» الباكستانية.

باكستانيون يتدفأون بجوار النار وسط الطقس البارد وظروف الضباب الكثيف في بيشاور الاثنين (إ.ب.أ)

ويعتقد خبراء أن العلاقات بين «طالبان» وإسلام آباد على شفا الانهيار، وأنها قد تشعل العنف في الأراضي الباكستانية، خصوصاً في ظل شعور الحكومة الباكستانية بقلق إزاء إمكانية إشعال «طالبان» أعمال عنف خلال الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 8 فبراير (شباط) 2024.

وقال المسؤول الإداري الكبير لمنطقة باجور، أنور الحق، إن «شاحنة للشرطة تقل نحو 25 شرطياً ومن حملة مكافحة شلل الأطفال، استُهدفت بعبوة ناسفة يدوية الصنع». وقُتل 5 من عناصر الشرطة وجرح 20 آخرون على الأقل؛ وفق ما قال. وأكد المسؤول في شرطة المنطقة، كاشف ذو الفقار، الحصيلة.

رجل الدين الباكستاني ورئيس «جماعة علماء الإسلام» مولانا فضل الرحمن (يسار) مع الجانب الأفغاني بالعاصمة الأفغانية كابل (إكس)

ووقع الانفجار في ماموند بمنطقة باجور الحدودية المتاخمة لأفغانستان، حيث تتصاعد الهجمات المسلحة منذ سيطرة «طالبان» على كابل في 2021. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، لكن مسلحين إسلاميين، لا سيما من حركة «تحريك طالبان» الباكستانية، قتلوا عشرات من أفراد فرق التلقيح ضد شلل الأطفال ومرافقيهم الأمنيين في السابق.


موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال محاولة أخيرة لتدارك انهيار العلاقات بين إسلام آباد وكابل