ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (لا تقلق ولا تكرر الخطأ! )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
ما الدور الذي يمكن أن يلعبه ألكسندر أرنولد مع منتخب إنجلترا؟
الأمر يبدو وكأن ترينت ألكسندر أرنولد قرر التخلص من جميع القيود والأغلال، خلال المباراة الودية التي خاضتها إنجلترا أمام أستراليا الجمعة الماضي، على ملعب ويمبلي، حيث لعب دوراً مهماً في فك الصلابة الدفاعية للضيوف، لكن رغم ذلك لم يكن له أي دور في اللقاء الرسمي الأهم والأقوى ضد إيطاليا بالتصفيات الأوروبية.
في الحقيقة، كانت أستراليا تمثل تماماً نوعية المنتخبات التي كانت إنجلترا تجد صعوبة كبيرة في اختراق صفوفها على مدار سنوات طويلة. وكانت تشكيلة المنتخب الإنجليزي التي دفع بها غاريث ساوثغيت، التي كان معظمها من البدلاء، تفتقر إلى التنظيم والسرعة والتحركات الجيدة.
ومع دخول ألكسندر أرنولد في الشوط الثاني، كان تأثيره المباشر واضحاً على منتخب إنجلترا من خلال إرسال تمريرة سحرية رائعة بين الخطوط إلى كونور غالاغر، وهو الأمر الذي خلق فرصة جيدة أمام جيمس ماديسون للتهديف. كان ذلك في الدقيقة 50 من عمر اللقاء. وكانت اللقطة الثانية لألكسندر أرنولد تتمثل في استدارته بشكل رائع وتسديد كرة قوية نحو مرمى أستراليا، لكنها اصطدمت بزميله جاك غريليش. وبعد ذلك، مرر ألكسندر أرنولد تمريرة قطرية رائعة إلى غريليش، لكنها لم تنته بشيء خطير.
على الورق، كان ألكسندر أرنولد يلعب في مركز الظهير الأيمن، لكن في حقيقة الأمر طلب منه ساوثغيت التقدم والدخول إلى خط الوسط إلى جانب جوردان هندرسون، على أن يعود فيكايو توموري إلى يمين خط الدفاع المكون من ثلاثة لاعبين، في حين كان باقي اللاعبين يتقدمون للأمام في حال استحواذ المنتخب الإنجليزي على الكرة.
لم تنجح هذه الطريقة مع ألكسندر أرنولد أو المنتخب الإنجليزي، خاصة وأن أستراليا بدت وكأنها قادرة على تشكيل خطورة كبيرة في الناحية اليمنى للمنتخب الإنجليزي من خلال شن هجمات مرتدة خطيرة قبل أن يعود ألكسندر أرنولد إلى مكانه الأصلي. لكن الآن أصبح الأمر يتعلق بشكل أكبر بموهبة ألكسندر أرنولد في الاستحواذ على الكرة، وبالفعل نجح في الدقيقة 57 في صناعة الفارق.
لقد كانت تمريرته العرضية، التي لعبها بشكل مباشر بعد تشتيت المدافع الأسترالي للركلة الحرة التي لعبها ماديسون، هي التي أدت إلى هدف المباراة الوحيد. لقد قام غريليش بعمل جيد عندما لعب الكرة بعد ذلك على القائم البعيد لتجد أولي واتكينز الذي لم يتوانَ في وضعها داخل الشباك. وبالتالي، يمكن لساوثغيت أن يفكر في أفضل طريقة ممكنة لاستغلال القدرات والإمكانات الكبيرة لأرنولد في النواحي الهجومية من دون أن يؤدي ذلك إلى مشكلات دفاعية.
كان يتعين على المدير الفني أيضاً أن يأخذ في الاعتبار ما حدث خلال الجزء الثاني من تلك الأمسية الكروية فيما يتعلق بألكسندر أرنولد، وأعني بذلك التبديلات التي أجراها ساوثغيت بعد مرور ساعة بقليل، التي شملت كلاً من كيران تريبيير وكالفن فيليبس بدلاً من غالاغر وهندرسون. فمع وجود تريبيير في مركز الظهير الأيمن في طريقة لعب 4-2-3-1، تم نقل ألكسندر أرنولد إلى يمين خط الوسط المكون من اثنين من اللاعبين، وأصبح فيليبس على يساره.
استمر ماديسون في القيام بمهام صانع الألعاب – تم استبداله لاحقاً بفيل فودين – ويعد ابتعاد ساوثغيت عن طريقة 4-3-3، التي بدأ الاعتماد عليها منذ المباراة التي فاز فيها على أسكوتلندا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في غلاسكو الشهر الماضي، جزءاً من ذلك. وكان صعود جود بيلينغهام الصاروخي هو المحفز الأساسي للقيام بذلك، حيث يبدو أن ساوثغيت يعلم أنه يتعين عليه الدفع به في مركز صانع الألعاب لكي يستغل إمكاناته وقدراته الهجومية الهائلة. وهذا يناسب ماديسون أيضاً، لكن اللعب بطريقة 4-2-3-1 قد لا يكون مثالياً لألكسندر أرنولد في خط الوسط.
استمر ألكسندر أرنولد في الملعب إلى جانب فيليبس أمام أستراليا، وأرسل بعض التمريرات المتقنة، وبدا متحكماً في الكرة تماماً. وفي الدقيقة 66 أظهر ألكسندر أرنولد لمحة أخرى من مهاراته الكبيرة عندما سحب قدمه اليمنى من فوق الكرة ثم اتجه إلى عمق الملعب، وسدد الكرة بقوة بقدمه اليسرى. لكن أكثر ما كان يلفت الانتباه حقاً مع تواصل أحداث المباراة هو الكيفية التي سعى بها للحصول على مساحة ناحية اليمين، بعيداً عن منطقة عمق الملعب المزدحمة.
وعندما سُئل ساوثغيت عما إذا كان يوافق على أن ألكسندر أرنولد بدا أكثر راحة في خط الوسط بعد إشراك تريبيير، رد قائلاً إنه يعتقد ذلك بالفعل. لكن المدير الفني الذي عرف بطريقته الدبلوماسية في الرد على الأسئلة التي تخص تشكيلته ومن سيلعب ومن سيكون على مقاعد البدلاء، كان يعلم تماماً أنه لن يعتمد على ألكسندر أرنولد كظهير أيمن أو بمنتصف الملعب ضد إيطاليا في المباراة الرسمية بتصفيات كأس الأمم الأوروبية 2024 (حسمتها إنجلترا 3-1)، حيث يرى أن لاعب ليفربول المتحول من مركز الظهير الأيمن إلى خط الوسط من الصعب عليه فتح مساحات يتحرك فيها على الأطراف، وبذلك لن يجازف بعمل تجارب أمام إيطاليا.
لكن ما كان كاشفاً حقاً هو تعليق ساوثغيت على المكان الذي يرى أنه الأنسب لألكسندر أرنولد في خط الوسط على وجه التحديد، حيث قال المدير الفني للمنتخب الإنجليزي: «أعتقد أنه يمكنه اللعب في خط الوسط المهاجم»، وهو نفس المكان الذي لعب فيه مع المنتخب الإنجليزي في التصفيات أمام مالطا ومقدونيا الشمالية في يونيو (حزيران) الماضي، وقدم فيه مستويات جيدة للغاية، لكن لا بد من النظر إلى طبيعة المنافس.
وتابع ساوثغيت: «على الرغم من أننا لم ندفع بلاعب خط وسط مهاجم في عمق الملعب أمام أستراليا، فإن هذا لا يزال خياراً، لكن ليس خلال المباريات المهمة بل في فترات زمنية قصيرة وحسب سير اللقاءات. أرنولد يمتلك قدرات مختلفة تماماً عن جميع لاعبي خط الوسط لدينا، لكن نريد استغلال ذلك في المنافسات التي تحتاج وجوده».
بالنسبة لساوثغيت، يمثل ألكسندر أرنولد الاختيار الثالث في خط الوسط، بعدما حجز ديكلان رايس وبيلينغهام مكانهما بالفعل؟ ويُعد ماديسون جزءاً من هذه المعادلة، وينطبق الأمر نفسه أيضاً على ميسون ماونت، رغم عدم الاعتماد عليه في الوقت الحالي. لكن مع تفضيل ساوثغيت للدفع بفيل فودين في مركز الجناح الأيسر، يبدو أن الصراع سيكون على أشده قبل التوجه إلى نهائيات كأس أوروبا بين ألكسندر أرنولد وكالفين فيليبس، أو بمعنى آخر، سيكون الصراع بين موهبة أرنولد وقدرته على التحكم في الكرة من جهة، وبين صلابة وقوة فيليبس البدنية من جهة أخرى.
ووفقاً للأرقام والإحصائيات الأخيرة، كان فيليبس هو الاختيار السابع للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا في خط وسط مانشستر سيتي. وفي ظل إيقاف رودري وابتعاده عن مباراة فريقه في مواجهة آرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل فترة التوقف الدولية، اعتمد غوارديولا على برناردو سيلفا أمام رباعي خط الدفاع، في حين لعب ريكو لويس وماتيو كوفاسيتش كلاعبي خط وسط هجومي. وبعد ذلك، أشرك غوارديولا كلاً من جون ستونز وماثيوس نونيز بدلاً من لويس وكافسيتش، وأبقى على فيليبس على مقاعد البدلاء!
شارك فيليبس في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي مرة واحدة فقط في جميع المسابقات هذا الموسم، وشارك بديلاً أربع مرات أخرى، ومع انطلاق نهائيات كأس الأمم الأوروبية الصيف المقبل، يبدو وضع اللاعب «غير جيد»، على حد تعبير ساوثغيت نفسه. وقال ساوثغيت: «في ظل الطريقة التي نريد أن نلعب بها، يمكن أن يكون كالفين مهماً للغاية بالنسبة لنا»، وكان من اللافت أنه دفع بألكسندر أرنولد في التشكيلة الأساسية أمام أستراليا، ثم بفيليبس بديلاً في المباراة الأهم أمام إيطاليا الأقوى.
ومن الواضح أن فيليبس قادر على إحداث التوازن المطلوب داخل المستطيل الأخضر، ويفي بالعديد من المتطلبات التي يريدها ساوثغيت من لاعب خط الوسط، وبالتالي يبدو الخيار الأنسب بالنسبة له. فماذا إذن، عن ألكسندر أرنولد وهل سيكون له دور مع المنتخب في كأس أوروبا العام المقبل؟
*خدمة «الغارديان»
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال لا تقلق ولا تكرر الخطأ!
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.