ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع («سحر المدينة» محاولة تشكيلية لاستعادة «البراءة» في زمن صاخب )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.
عندما تُطرح أسئلة الضغوط العصبية والهموم المتعددة التي تحاصر الإنسان راهناً، ويصبح الفرد في حاجة ماسة إلى لحظة صفاء وهدوء، فإن الحل المثالي قد يكون العودة إلى الفطرة البسيطة واستعادة «زمن البراءة» من تحت أنقاض اللهاث اليومي وراء واجبات وطموحات لا تنتهي. تمثل تلك الفكرة جوهر الرؤية الفنية في معرض «سحر المدينة» الذي تستضيفه قاعة «الباب» بدار الأوبرا المصرية.
في كثير من لوحات المعرض، تبدو المدينة بصخبها وبناياتها وصراعاتها كما لو كانت مجرد علب صغيرة لا تكاد تعني شيئاً، أو تحمل دلالة سوى أنها خلفية بعيدة لأشياء أخرى أكثر أهمية، حتى لو بدت تلك الأشياء مغرقة في حسها الطفولي، مثل الشموس الضاحكة والأهلّة والنجوم والفلاحين بشواربهم العريضة والنساء الريفيات بابتساماتهم التي تأسر القلوب.
وتتكرر في كثير من اللوحات رسوم الحصان المجنح بلونه الأبيض، وهو يعلو البشر والبنايات، ليطير إلى وجهات غير معلومة عبر سماوات من الحلم والأشواق في تأكيد على الحضور الأسطوري في المعرض.
ومن المعروف أن الحيوانات المجنحة، وعلى رأسها الخيول، ظهرت في كثير من الثقافات والحضارات ضمن سياق قصص متعددة، ولعل أشهرها «بيجاسوس» الذي يعد أحد أشهر الأساطير الإغريقية القديمة، والذي قيل إنه ضرب الأرض بحافره فأنبت نافورة يشرب منها الشعراء فيحصلون على الإلهام.
ينتمي المعرض إلى مدرسة الفن الشعبي التي تستلهم الرموز و«الثيمات» الفلكلورية التي تعبر هوية الأوطان، وتجسد البيئة المحلية، مثل القطط و«مفتاح الحياة» بأصله الفرعوني، ومفردات منع الحسد، مثل الكف والعين الزرقاء، فضلاً عن الحروف والكلمات التي تبدو كتعويذة، وكذلك الفواكه والأغصان الخضراء. ومن سمات تلك المدرسة بساطة التكوينات والحس الفطري والتلقائية، عبر خطوط قوية واضحة، وألوان مبهجة، والبعد عن الأساليب الفنية الحديثة المعقدة.
وينظر الباحثون والنقاد إلى هذه المدرسة باعتبارها إحدى أدوات الحفاظ على الذات في زمن التحولات، وعدم الانسياق وراء تيارات التغريب، كما أنها قد تكون وسيلة جيدة للوصول إلى الآخر، وفقاً للمبدأ أو القاعدة الشهيرة: «الإغراق في المحلية يقود إلى العالمية».
وقال الفنان وائل حمدان لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض يتكون من 36 لوحة، والخامة الرئيسية فيه هي الأكريليك»؛ مشيراً إلى أنه «يأتي في سياق مشروع فني كان قد بدأه قبل سنوات لإعادة تقديم المدينة تشكيلياً من زوايا مختلفة وعبر مفاهيم متعددة، فمرة قدمها من خلال المسطحات الخضراء، وأخرى قدمها عبر تكوينات هندسية، بينما حاول هذه المرة اللجوء إلى مفاتيح من الثيمات الشعبية التي تقف على حافة ما وراء الواقع، لفك شفرة المدينة في أحد تجلياتها المتجددة».
وأضاف: «الخيال الجامح -أو الفانتازيا- هو البطل الحقيقي في المعرض، والمحرك الأول لهذا المشروع الفني؛ حيث كانت الفكرة المسيطرة عليَّ في البداية هي الكائنات الطائرة في الجو بشكل يتجاوز الواقع وتسمو فوق تفاصيل المدينة؛ لكن بمرور الوقت تطورت الفكرة، وأضفت ما يشبه التصميمات أو الملصقات التي تعبر عن الهوية المصرية في حقب زمنية مختلفة؛ لا سيما الحضارتين الفرعونية والقبطية عبر أيقونات ورموز بعينها».
وفي ختام كلامه، قال حمدان: «أستدعي حالة من الجمال الفني لمواجهة قبح الواقع وزحامه وصخبه، من خلال مفردات تتسم بالحميمية والقدرة على إشاعة حالة من البهجة داخل النفس أو خارجها».
موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال «سحر المدينة» محاولة تشكيلية لاستعادة «البراءة» في زمن صاخب
اكتشاف المزيد من موقع كتاكيت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.