برنامج حافل ينتظر ملك بريطانيا في زيارته الأولى إلى فرنسا

ننقل لكم في موقع كتاكيت موضوع (برنامج حافل ينتظر ملك بريطانيا في زيارته الأولى إلى فرنسا )
نتمنى لكم الفائدة ونشكر المصدر الأصلي على النشر.

في أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، كان يفترض أن يقوم الملك تشارلز الثالث، والملكة كاميلا، بزيارة رسمية إلى فرنسا، والتي كانت الأولى منذ صعودهما إلى العرش. لكن الزيارة لم تحصل لأن الأجواء الاجتماعية في فرنسا، الغارقة في موجة إضرابات وتظاهرات احتجاجاً على قانون التقاعد، دفعت الرئيس إيمانويل ماكرون إلى طلب تأجيل الزيارة، وهو ما حدث. وما أُجّل بالأمس سيحصل بين يومي الأربعاء والجمعة، حيث سيحلُّ الثنائي الملكي ضيفين على الدولة الفرنسية التي عمدت إلى تحضير برنامج يليق بالزيارة الملكية.

وترى المصادر الرئاسية، في معرض تقديمها للزيارة، أن حصولها «يعكس التمسك المتبادل للطرفين الفرنسي والبريطاني بعلاقات متميزة». وجاء في بيان صادر عن الأليزيه أن الزيارة تُعدّ بمثابة «تكريم» لفرنسا، كما أنها «تعكس عمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين»، فضلاً عن أنها توفر فرصة لإبراز تألق فرنسا في ميادين الثقافة والفن وفنون المطبخ والتراث الفرنسي الفريد في هذا المجال، الذي ستعكسه وليمة العشاء الرسمي في قصر فرساي التاريخي. وجاء في البيان أيضاً أنها «ترمز إلى علاقة الصداقة والثقة» القائمة بين الرئيس ماكرون والملك تشارلز الثالث، اللذين عملا معاً سابقاً في ميدان المحافظة على التنوع الأحيائي «البيولوجي» ومحاربة التغيرات المناخية. وفي هذا السياق، سيشارك رئيسا الدولتين في مؤتمر بالعاصمة باريس مخصص لتمويل المبادرات المناخية وحماية البيئة، بحضور أطراف فاعلة بريطانية وفرنسية من القطاع الخاص. كما أن الزيارة تجري فيما تستضيف فرنسا كأس العالم في «رياضة الرغبي» التي تحظى بشعبية واسعة في البلدين.

جدول حافل

تمثل احتفالية إحياء شعلة تكريم الجندي المجهول، بعد ظهر الأربعاء، تحت قوس النصر الذي بدأ بناؤه زمن الإمبراطور نابليون الأول، خصم التاج البريطاني في بداية القرن التاسع عشر، نقطة الانطلاق لثلاثة أيام من تكريم الثنائي الملكي، حيث سيعزف النشيدان الوطنيان البريطاني والفرنسي، والوقوف دقيقة صمت؛ حدادًا على الموتى وتحية العَلَمين، وكتابة كلمة في الكتاب الذهبي لقوس النصر، واستعراض القوة العسكرية المولجة تقديم التحية، ثم نزول جادة الشانزليزيه في سيارتين ترفعان العَلَم الفرنسي؛ الأولى لماكرون وتشارلز الثالث، والثانية لسيدة فرنسا الأولى بريجيت والملكة كاميليا.

الملك تشارلز والملكة كاميلا في أسكوت يونيو الماضي (أ.ب)

وسيشهد اليوم الأول من الزيارة لقاء مغلقاً بين ماكرون وتشارلز الثالث في قصر الأليزيه. وقالت المصادر الرئاسية إنه سيتناول العلاقات الثنائية الفرنسية البريطانية ومستقبلها والأزمات الدولية، ومنها الحرب في أوكرانيا، والوضع في منطقة الساحل، فضلاً عن الموضوعات التي يتمسك العاهل البريطاني بمتابعتها مثل الذكاء الاصطناعي، التي سينظم الجانب البريطاني قمة بشأنها في لندن، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والبيئة ومحاربة التصحر. واللافت أن الطرفين لن يتناولا ملف الهجرات المنطلقة من الشواطئ الفرنسية باتجاه بريطانيا، والذي يشكل عادة مادة خلافية بين الجانبين. بيد أن المصادر الرئاسية ترى أن باريس ولندن تمران في مرحلة «تعزيز وتوثيق العلاقات»، مشيرة إلى القمة الثنائية التي جَرَت في شهر مارس (آذار) الماضي، بعد انقطاع دامَ أربع سنوات، ومعتبرة أنه جرى خلالها إحراز تقدم بشأن موضوعات التعاون الثنائي، مثل الهجرات، والحرب في أوكرانيا، وما يسمى، في اللغة الدبلوماسية، «المسائل الشاملة»؛ أي التي تخص كل القارات والدول. ووفق باريس، فإن القمة المذكورة بيَّنت رغبة مشتركة في توفير دينامية جديدة لعلاقة قديمة تأثرت سلباً بنتائج «البريكسيت».

الملك تشارلز يخاطب بريطانيين مجتمعين لاستقباله في أسكوتلندا الجمعة (أ.ب)

وكثيرة هي اللفتات التكريمية التي أراد الفريق الرئاسي إبرازها لملك بريطانيا، ومنها مرافقة ماكرون له إلى مقر السفير البريطاني الواقع على بُعد رَمية حجر من قصر الأليزيه، لغرس شجرة سنديان في حديقة المقر؛ تكريماً للملك. بيد أن الأهم منها جميعاً هو العشاء الذي سيقام في قاعة المرايا في قصر فرساي، بحضور ما بين 150 و180 مدعوّاً. وكان الملك لويس الرابع عشر قد حرص على أن يكون قصره الأجمل في أوروبا لإظهار عظمة بلاده. ويبلغ طول قاعة المرايا 73 متراً، وحيطانها تغطيها 357 مرآة من الحجم الكبير، وكانت مخصصة زمن الملوكية لحفلات الرقص التي كان الملك لويس الرابع عشر مولعاً بها.

ومن المحطات التاريخية الشهيرة في قصر فرساي أن قاعة المرايا استضافت الزعيم الألماني بيسمارك، الذي اختاره لإعلان الوحدة الألمانية في عام 1971 بعد الهزيمة العسكرية التي ألحقها بالإمبراطور نابليون الثالث. وأفادت المصادر الرئاسية بأن الجانب الفرنسي أراد أيضاً بالمناسبة نفسها تكريم ذكرى الملكة إليزابيث الثانية التي دعيت إلى فرساي مرتين، وكانت مشدودة إليه. وسيلقي كل من ماكرون وتشارلز الثالث كلمة.

زيارة استثنائية

كثيرة هي تفاصيل الزيارة الاستثنائية التي تتواصل، الخميس، بزيارة كاتدرائية نوتردام التي يجري ترميمها بعد الحريق الذي أصابها ليل 15 أبريل (نيسان) من عام 2019. بيد أن العاهل البريطاني، قبل ذلك، سوف يُلقي خطاباً أمام مجلس الشيوخ الفرنسي المجتمع لهذه المناسبة.

تشارلز لدى استقباله ماكرون بلندن في يونيو 2020 (أ.ب)

ومن المحطات المرتقبة مشاركة رئيسَي الدولتين في ختام المؤتمر الذي يستضيفه «المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي»، والمخصص للتمويل البيئي والتنوع الإحيائي، قبل اجتماع ثنائي ثان بينهما في قصر الأليزيه. وبالتوازي، حضرت دوائر الأليزيه برنامجًا خاصاً للملكة التي سترافقها بريجيت ماكرون، في زيارة كاتدرائية سان طوني الواقعة على مدخل باريس الشمالي، والتي دفن فيها عدد من ملوك فرنسا، أو إلى المكتبة الوطنية للإعلان عن جائزة أدبية فرنسية بريطانية سوف تُمنَح، العام المقبل، للمرة الأولى. وينتهي، الخميس مساء، القسم الخاص بباريس، حيث سينتقل الثنائي الملكي إلى مدينة بوردو، الواقعة جنوب غربي فرنسا، والتي خضعت لعقود طويلة للسيطرة الإنجليزية.

ماكرون وسوناك على هامش قمة العشرين في نيودلهي (أ.ف.ب)

يريد قصر الأليزيه التشديد على «العلاقة الخاصة» التي تجمع ماكرون وتشارلز الثالث، ويؤكد تواصلهما الدائم، خصوصاً منذ عام؛ أي منذ صعود الأخير على العرش، واهتمامهما بموضوعات رئيسية؛ وعلى رأسها البيئة. ووفق الأليزيه، فإن ملك بريطانيا «مهتم دوماً بالتعرف لرؤية ماكرون وتحليلاته بشأن المسائل الدولية، إضافة إلى (الصداقة الحقيقية) التي تجمعهما»، إلا أن هذا القرب لا يعني أن ماكرون منقطع عن الطيف السياسي المتنوع في بريطانيا، والدليل على ذلك أنه سيستقبل، الثلاثاء المقبل؛ أي قبل يوم من وصول الملك كير ستارمر، رئيس حزب العمال البريطاني وزعيم المعارضة، بعد أن كان قد التقى رئيس الوزراء ريشي سوناك، الأحد الماضي، على هامش قمة العشرين التي استضافتها مؤخراً في جنوب أفريقيا.


موقع كتاكيت موقع منوع ننقل به أخبار ومعلومات مفيدة للمستخدم العربي. والمصدر الأصلي هو المعني بكل ما ورد في مقال برنامج حافل ينتظر ملك بريطانيا في زيارته الأولى إلى فرنسا