السير 1000 ميل عبر شبه الجزيرة العربية

منذ أكثر من عام أطلقت رحلة استكشافية مثيرة تتخذ من صحراء الجزيرة العربية ميداناً لها، أطلق عليها اسم رحلة “قلب العرب” تهدف لإعادة الرحلة الشهيرة التي قام بها المستكشف الإنجليزي هاري سانت جون (عبد الله) فيلبي. حدد فريق المستكشفين هدفاً لهم بقطع 1.300 كم من العقير على الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية، إلى جدة في الغرب، لتتبع خطى أولى رحلات فيلبي في الجزيرة العربية في عام 1917، التي أسفرت عن منحه وسام المؤسسين من الجمعية الجغرافية الملكية.

وهذا الأسبوع عاد المستكشف البريطاني مارك إيفانز، مع فريق مكون من ريم فيلبي حفيدة هاري سانت جون (عبد الله) فيلبي، لوصف الرحلة بالتفصيل أمام 600 شخص تجمعوا في الجمعية الجغرافية الملكية في لندن.

تحدث المستكشف البريطاني مارك إيفانز، الحائز على جائزة الإمبراطورية البريطانية، والمستكشفة السعودية ريم فيلبي، حفيدة هاري سانت جون فيلبي، إلى أعضاء وأصدقاء الجمعية، تماماً كما فعل جد ريم قبل قرن من الزمن.

خلال حديثهما، أشارت ريم وكذلك مارك إلى لحظات استثنائية خلال الرحلة من العقير إلى جدة، عندما وجد الفريق المناظر الطبيعية من دون تغيير. قالت ريم وهي تروي حادثة واحدة: «كنا فقط ننظر حولنا ورأينا الشجرة، ونظرنا إلى تشكيل الصخور خلفها، وكان من الواضح أننا نرى أنها البقعة نفسها التي ظهرت في صورة بـ(الأبيض والأسود) التقطها جدي».

«كان هناك شيء مميز جداً حول وجودنا في المكان نفسه الذي زاره جدي، الوجود في الصحراء التي قطعها على الأقدام كان أمراً خاصاً في حد ذاته، ولكن أن نقف في البقعة نفسها التي وقف فيها ليلتقط الصور كان له وقع مختلف، وكان أقل ما أمكنني حمله هو أن أصلي وأتذكره».

من جانبه، قال مارك إيفانز: «إذا نظرتم إلى خريطة للمملكة العربية السعودية، فإنها هائلة مقارنة بالمملكة المتحدة، فهي أكبر بعشر مرات من حجم بريطانيا مع نصف عدد السكان، لذلك فهي خالية تماماً في بعض الأماكن، وأحياناً لا نرى إنساناً إلا بالكاد لأيام».

الفعالية المسائية التي أطلقت معرض «قلب الجزيرة العربية» في مقر الجمعية الملكية الجغرافية بلندن كانت جزءاً من اللقاءات الأسبوعية التي تعقدها الجمعية لأعضائها.

حضر الحفل الأمير خالد بن بندر سفير المملكة العربية السعودية وتجول في المعرض برفقة مارك وريم مع مدير الجمعية الدكتور جو سميث.

المعرض يقدم صوراً التقطتها المصورة آنا ماريا بافالاشي خلال الرحلة.

المعرض الذي ترعاه أيضاً السفارة مفتوح يومياً في الجمعية الجغرافية الملكية في لندن حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني).